ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا برّا ولم تك جافيا
وستجىء فى الموطن الحادى عشر فى وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم بتمامها روى هذه الابيات الحافظ السلفى بسنده عن هشام بن عروة وتوفيت صفية بالمدينة فى خلافة عمر سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون سنة ودفنت بالبقيع ويقال بفناء دار المغيرة بن شعبة*
ذكر الزبير بن العوّام
وأما ابنها الزبير فأسلم قديما وهو ابن ثمان سنين وقيل ابن ست عشرة سنة وهاجر الى أرض الحبشة الهجرتين جميعا ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو أوّل من سل سيفا فى سبيل الله وكان عليه يوم بدر ريطة صفراء معتجرا بها وكان على الميمنة فنزلت الملائكة على سيماه وثبت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم أحد وبايعه على الموت* (ذكر صفته) * كان أبيض طويلا ويقال لم يكن بالطويل ولا بالقصير الى الخفة فى اللحم ما هو ويقال كان أسمر اللون أشعر خفيف العارضين* (ذكر أولاده) * كان له من الولد عبد الله وعروة والمنذر وعاصم والمهاجر وخديجة الكبرى وامّ الحسن وعائشة أمهم أسماء بنت أبى بكر وخالد وعمرو وحبيبة وسودة وهند أمهم أمّ خالد وهى أمة الله بنت خالد بن سعيد بن العاص ومصعب وحمزة ورملة أمهم الرباب بنت أنيف بن عبيد وعبيدة وجعفر أمهما زينب أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط وخديجة الصغرى أمها الحلال بنت قيس* وعن أبى الاسود قال أسلم الزبير ابن العوّام وهو ابن ثمان سنين وهاجر وهو ابن ثمانى عشرة سنة وكان عمّ الزبير يجعل الزبير فى حصر ويدخن عليه بالنار وهو يقول له ارجع الى الكفر فيقول الزبير لا أكفر أبدا* وعن أبى الاسود محمد بن عبد الرحمن نوفل قال كان اسلام الزبير بعد أبى بكر رابعا أو خامسا* وعن عبد الله بن الزبير قال جمع لى رسول الله صلّى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد يقول فداك أبى وأمى أخرجاه فى الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم الخندق ندب النبىّ صلّى الله عليه وسلم الناس فانتدب الزبير فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لكل نبىّ حوارى وحوارىّ الزبير أخرجاه فى الصحيحين عن سعيد بن المسيب قال أوّل من سل سيفا فى ذات الله الزبير بن العوّام بينما هو فى مكة اذ سمع نغمة أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قد قتل فخرج عريانا ما عليه شىء فى يده السيف صلتا فتلقاه النبىّ صلّى الله عليه وسلم كفة كفة فقال له مالك يا زبير قال سمعت انك قد قتلت قال فما كنت صانعا قال أردت والله ان استعرض أهل مكة فدعا له النبىّ صلّى الله عليه وسلم* وعن مصعب بن الزبير قال قاتل الزبير مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتى عشرة سنة فكان يحمل على القوم* عن نهيك قال كان للزبير ألف مملوك يؤدّون الضريبة لا يدخل بيت ماله منها درهم يقول يتصدّق بها* وفى رواية اخرى فكان يقسمه كل ليلة ثم يقوم الى منزله وليس معه منها شىء وعن علىّ بن زيد قال أخبرنى من رأى الزبير وان فى صدره كأمثال العيون من الطعن والرمى*
[(ذكر مقتله)]
* قتل الزبير يوم الجمل وهو ابن خمس وسبعين سنة ويقال ستين ويقال بضع وخمسين ويقال نيف وستين قتله ابن جرموز* وعن ذر قال استأذن ابن جرموز على علىّ وأنا عنده فقال على بشر قاتل ابن صفية بالنار ثم قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول لكل نبى حوارى وحوارىّ الزبير* وعن عبد الله بن الزبير قال جعل الزبير يوم الجمل يوصينى بدينه ويقول ان عجزت عن شىء منه فاستعن عليه بمولاى فقال فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت من مولاك قال الله قال والله ما وقعت فى كربة من دينه الا قلت يا مولى الزبير اقض عنه فيقضيه وانما كان دينه الذى عليه ان الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه اياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فانى أخشى عليه الضيعة قال فحسب ما عليه من الدين فوجدته ألفى ألف ومائتى ألف فقتل ولم يدع دينارا ولا درهما الا أرضين بعتها وقضيت دينه فقال بنو الزبير فاقسم بيننا ميراثنا قلت لا والله لا اقسم بينكم حتى أنادى