عمة أبيه وحاجبه الفضل بن الربيع ومغنيه ابراهيم الموصلى وزوجته زبيدة* وقال غيره فتحت فى أيام الرشيد فتوحات كثيرة وهو الذى فتح عمورية وهى مدينة الكفار أعظم من القسطنطينية وأحرقها وسبى أهلها*
[ترجمة الامام مالك وذكر من مات من المشاهير فى خلافة هارون الرشيد]
وفى سنة ست وسبعين ومائة توفى حماد بن الامام الاعظم أبى حنيفة كان على مذهب أبيه وكان من أهل الصلاح وكان ابنه اسمعيل قاضى البصرة فعزل عنها كذا فى تاريخ اليافعى* وفى سنة تسع وسبعين ومائة فى ربيع الاوّل مات امام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر الاصبحى نسبة الى بطن من حمير يقال له ذو أصبح* وأنس بن مالك هذا غير أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الانصارى الخزرجى وأنس أبو الامام مالك تابعى* وفى التذنيب ولد سنة ثلاث أو احدى أو أربع أو خمس أو سبع وتسعين وتوفى سنة تسع وسبعين ومائة وله ست وثمانون سنة سمع نافعا والزهرى وغير واحد من التابعين وصنف الموطأ* وعن الشافعىّ أنه قال ما بعد كتاب الله كتاب هو أكثر صوابا من موطأ مالك* قال العلماء قول الشافعىّ هذا كان قبل تصنيف البخارى ومسلم كتابيهما والا كتاباهما أصح الكتب المصنفة وأكثرها صوابا* وقال الشافعىّ اذا وجدت لمالك حديثا فشدّيدك به فانه حجة وحمل حديث أبى هريرة انّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قال يضرب الناس أكباد الابل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة على مالك* وقال الشافعىّ اذا ذكر العلماء فمالك النجم وكان مالك طوالا جسيما عظيم الهامة أبيض الرأس واللحية قيل تبلغ لحيته صدره وقيل كان أشقر أزرق العينين يلبس الثياب العدنية الرفيعة* وقال أشهب اذا اعتم جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفها بين كتفيه وقيل كان يكره حلق الشارب ويعيبه ويراه من المثلة ولا يغير شيبه كذا فى تاريخ اليافعى* وفى رمضان هذه السنة مات عالم البصرة الحافظ أبو اسمعيل حماد بن زيد الازدى عن ثمانين سنة* وفى سنة ثمانين ومائة كانت الزلزلة العظمى التى سقط منها رأس منارة الاسكندرية وفيها مات فقيه مكة مسلم بن خالد الزنجى شيخ الشافعىّ عن ثمانين سنة وامام النحو سيبويه واسمه عمرو بن عثمان البصرى وله دون أربعين سنة* وفى سنة احدى وثمانين ومائة مات عالم خراسان عبد الله بن المبارك المروزى الحافظ الزاهد الغازى المجاهد أحد الاعلام وله ثلاث وستون سنة قال ابن مهدى كان أعلم من الثورى* وفى الصفوة عبد الله بن المبارك أبا عبد الرحمن كان أبوه عبدا تركيا لرجل من التجار من بنى حنظلة وكانت أمّه تركية خوارزمية ولد سنة ثمان عشرة ومائة وقيل تسع عشرة* وفى سنة اثنتين وثمانين ومائة وثب بطارقة الروم على طاغيتهم الاكبر قسطنطين فأكحلوه وملكوا عليهم أمّه قيل اسمها هيلانه* وفى ربيع الاخر من هذه السنة توفى أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم الكوفى قاضى القضاة وهو أوّل من دعى بذلك تفقه على الامام أبى حنيفة وكان ورده فى اليوم مائتى ركعة* وفى سنة ثلاث وثمانين ومائة مات شيخ بغداد وعالمها هشيم بن بشير الحافظ وكان عنده عشرون ألف حديث ومكث يصلى الصبح بوضوء العشاء عشرين سنة وفيها مات موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوى من سادة أهل البيت* وفى سنة خمس وثمانين ومائة مات الامير عبد الصمد بن على العباسى عم المنصور وقد عمل نيابة دمشق وعاش ثمانين سنة وفيها قتل الرشيد وزيره جعفر بن يحيى البرمكى* وفى سيرة مغلطاى قتل البرامكة سنة سبع وثمانين ومائة ونهب ديارهم* وفى سنة سبع وثمانين ومائة خلعت الروم قسطنطين من الملك وملكوا يقفور الذى كان ناظر ديوانهم فقيل انه من آل جفنة الغسانى وفيها مات شيخ الحجاز زاهد العصر أبو على الفضيل بن عياض التميمى المروزى بمكة وقد قارب الثمانين* وفى سنة تسع وثمانين ومائة سار الرشيد حتى نزل الرّى وكان فى صحبته امامان عظيمان أبو الحسن على بن حمزة الكسائى النحوى أحد