للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريش والفها من كنانة وبين قيس عيلان فالتقوا بعكاظ كذا فى شفاء الغرام وقيل انه شهد يوم شمطة أيضا وهو من أعظم أيام الفجار وكانت الهزيمة فيه على قريش وهذا ليس بشئ كذا فى أسد الغابة* وفى السنة الخامسة عشر من مولده عليه السلام ولد أبو طلحة الانصارى كذا فى سيرة مغلطاى* ومن حوادث السنة السادسة عشر من مولده صلّى الله عليه وسلم عزم الزبير بن عبد المطلب أو العباس لسفر اليمن للتجارة ولما تهيأ لذلك التمس من أبى طالب أن يبعث النبىّ صلّى الله عليه وسلم معه رجاء أن يناله من بركته فبعثه أبو طالب مع عمه الى اليمن ورأى منه فى الطريق كثيرا من الخوارق كذا فى روضة الاحباب* وفى السنة السابعة عشر ولد حاطب بن أبى بلتعة* ومن حوادث هذه السنة انه وثب العظماء والاشراف بالمدائن وخلعوا هرمز لظلمه وسملوا عينيه وتركوه* وفى السنة الثامنة عشر ولد خباب بن الارت ومحمد بن مسلمة الانصارى كذا فى سيرة مغلطاى* ومن حوادث السنة التاسعة عشر من مولده صلّى الله عليه وسلم قتل هرمز الظالم بن أنوشروان العادل بعد خلعه وكانت ولاية هرمز احدى عشرة سنة وسبعة أشهر وعشرة أيام وقيل اثنتى عشرة سنة*

[ولاية كسرى برويز]

وفى هذه السنة تولى الملك كسرى برويز بن هرمز بن أنوشروان بن قباد من الملوك الساسانية وهم أحد وثلاثون ملكا ومدّة ملكهم خمسمائة وسبع وعشرون سنة ومعنى برويز بالعربية المظفر والفرس يسمونه خسرو* ولما تقر ملكه قتل الذين قتلوا أباه هرمز والغرس بالغوا فى ملكه وسلطنته لكن الرواية المعتمد عليها مثل رواية حمزة الاصبهانى وغيره انها كانت له احدى عشرة ألف جوار من المطربة والخدمة وستة آلاف خادم وحارس وعشرين ألفا وخمسمائة من الافراس البراذن والعربية والزومية وبغال الركوب وتسعمائة وستين فيلافى حضرته سوى التى كانت فى البلاد والامصار وأطراف مملكته* وفى حياة الحيوان ان كسرى برويز كان له خمسون ألف دابة واثنا عشر ألف زوجة وقيل ثلاثة آلاف امرأة وحين يركب كان يمشى معه مائتا ألف انسان معهم المجامر والمعاطر يشم منها الروائح الطيبة والمشمومات العبقة وكان له ألف ممن يحملون الماء مع دوابهم معدين لرش الماء فى طرقه لاطفاء الغبار وكان رجلا حسن الوجه حسن الشمائل شجاعا ذا قوّة بدنية وشهوانية وكانت له قطعة ذهب لين قابل للتشكل بأشكال مختلفة كالشمعة يصنع منها ما يريد من الاشكال من غير مساس النار وكانت له قصعة اذا شرب ماؤها تمتلئ بنفسها من غير أن يملأها أحد وكانت عنده مثال يد وكف من عاج لها خمس أصابع منبسطة وحين ولادة مولود له يلقى ذلك العاج فى الماء فاذا ولد المولود تنقبض أصابع العاج فتعرف ولادته فيخرج المنجم طالع المولود ولا يحتاج الى أن يسأل عن ولادته أحدا قيل فى عهده ولد الفيل بخراسان ولم يكن هناك للفيل ولادة* روى انه أصاب كنزا أتى به الريح وقصته انها وقعت بين كسرى وقيصر مخالفة فقصد كسرى ملكه وسار اليه حتى نزل ساحل البحر فخاف قيصر وحمل خزائن آبائه وأجداده فى السفن فأدّتها الريح الى كسرى ولما مضى من ملكه تسع عشرة أو عشرون سنة نزل الوحى الى نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم ولما مضى من النبوّة تسع عشرة سنة كتب اليه النبىّ صلّى الله عليه وسلم ودعاه الى الاسلام فأبى ومزق الكتاب فلما سمع النبىّ عليه السلام بذلك دعا عليه فقال مزق الله ملكه كما مزق كتابى فوقع فى ملكه تزلزل وفتنة فخرج عليه ابنه شيرويه وقتله ومدّة ملكه ثمان وثلاثون سنة وسيجىء فى الموطن السادس فى ارسال الرسل الى ملوك الاطراف* ومن حوادث سنة عشرين من مولده صلّى الله عليه وسلم حرب الفجار الثانى عند بعض الرواة فى شوّال وقد سبق ذكره*

[صحبة أبى بكر للنبى فى تجارة الى الشام]

ومن وقائع هذه السنة ما روى عن ابن عباس ان أبا بكر رضى الله عنهما صحب النبىّ صلّى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانى عشرة سنة والنبىّ صلّى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>