بايع المأمون موسى بن الكاظم بالعهد بعده ولبس الخضرة فخرج عليه عمه ابراهيم بن مهدى المعروف بابن شكلة انتهى فشق هذا على أقاربه وقامت قيامتهم بادخاله فى الخلافة الرضا فخلعوا المأمون وبايعوا عمه وهو المنصور بن المهدى فضعف عن الامر وقال بل أنا خليفة المأمون فأهملوه وأقاموا أخاه ابراهيم بن المهدى وكان أسود فبايعوه وجرت لذلك حروب يطول شرحها وفيها مات حافظ الكوفة أبو أسامة حماد بن أسامة وله احدى وثمانون سنة* وفى سنة ثلاث ومائتين مات على بن موسى الرضا ولى عهد المأمون وهو من الاثنى عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم ووجوب طاعتهم وفيها مات حسين بن على الجعفى الكوفى أحد الائمة الاعلام*
[ترجمة الامام الشافعى محمد بن ادريس]
وفى سنة أربع ومائتين فى رجب مات فقيه الوقت الامام أبو عبد الله محمد بن ادريس الشافعى المطلبى أحد الائمة الاربعة الاعلام ويقال له الشافعى نسبة الى شافع بن السائب بن عبيد أحد أجداده اذ هو محمد بن ادريس بن عباس بن عثمان بن شافع ابن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف يجتمع نسبه مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عبد مناف وهو ثالث أجداد النبىّ عليه السلام وتاسع أجداد الشافعى وكونه مطلبيا من جهة أبيه وهو أيضا هاشمى من جهة أمهات أجداده وأزدىّ من جهة أمه* نقل عن الحاكم أبى عبد الله وأبى بكر البيهقى والخطيب صاحب تاريخ بغداد انهم ذكروا أنّ الشافعى ولده هاشم بن عبد مناف جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وذلك لانّ أم السائب هى الشفا بنت الارقم بن هاشم بن عبد مناف وأم الشفاهى خليدة بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة وكسر اللام وسكون المثناة التحتية بينها وبين الدال ابنة أسد بن هاشم بن عبد مناف وأم عبد يزيد هى الشفا بنت هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد يزيد فالشافعى ابن عم رسول الله وابن عمته وكان حاذقا فى الرمى يصيب تسعة من عشرة مولده سنة خمسين ومائة وقد قيل انه ولد فى اليوم الذى توفى فيه الامام أبو حنيفة وقال الذهبى لم يثبت اليوم* قال اليافعى بين الحنفية والشافعية مقاولة على سبيل المزاح* الحنفية يقولون كان امامكم مخفيا حتى ذهب امامنا والشافعية يقولون لما ظهر امامنا هرب امامكم وكان مولده فى بلاد غزة وقيل بعسقلان وقيل باليمن والاوّل أصح وحمل الى مكة وهو ابن سنتين ونشأ بالحجاز وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وحفظ موطأ مالك وهو ابن عشر سنين* وعن مسلم بن خالد الزنجى أنه قال للشافعى أفت فقد آن لك أن تفتى وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة وقدم بغداد وأقام بها مدّة وصنف بها كتبه القديمة ووقع بينه وبين محمد بن الحسن مناظرات كثيرة ثم رجع الى مكة ثم عاد الى بغداد فأقام بها شهرا ثم خرج الى مصر وصنف بها كتبه الجديدة ولم يزل بها الى أن توفى يوم الجمعة فى آخر يوم من رجب ودفن بعد العصر فى يومه بالقرافة الصغرى وقبره بها يزار وعليه ضربت قبة عظيمة كذا فى تاريخ اليافعى* وفى التذنيب وجملة عمره أربع وخمسون سنة ومناقبه كثيرة فلتطلب من الكتب وفيها مات قاضى الكوفة وصاحب أبى حنيفة أبو على الحسن بن زياد اللؤلؤى الفقيه وفيها مات حافظ الوقت أبو داود سليمان بن داود الطيالسى بالبصرة* وفى سنة خمس ومائتين مات محمد بن عبيد الطنافسى الكوفى الحافظ ومقرئ الوقت يعقوب بن اسحاق الحضرمى البصرى* وفى سنة ست ومائتين مات شيخ واسط يزيد بن هارون الحافظ أحد الائمة الاعلام ولما حدّث ببغداد كان يحضر مجلسه خلائق وربما بلغوا سبعين ألفا وعاش تسعين سنة* وفى سنة سبع ومائتين مات طاهر بن الحسين الخزاعى مقدّم جيوش المأمون وكان آخر شئ قد قطع دعوة المأمون وعزم على الخروج بخراسان فمات بغتة وفيها مات قاضى بغداد محمد بن عمر الواقدى المدنى صاحب المغازى وشيخ العربية يحيى بن زياد الفراء صاحب الكسائى* وفى سنة ثمان ومائتين مات عالم البصرة سعيد بن عامر الضبعى ومحدّث بغداد عبد الله بن