للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسبما يأتى ذكره وخلع المقتدر من الخلافة وهو مقيم بالحريم داخل دار الخلافة وكانت خلافة المقتدر فى هذه المرّة الاولى دون السنة* وفى سيرة مغلطاى ولى أربعة أشهر ثم عزل ثم أعيد كما سيأتى*

[(ذكر خلافة عبد الله بن المعتز الشاعر بن المتوكل جعفر بن المعتصم محمد)]

* الهاشمى العباسى أمير المؤمنين أبو العباس الاديب مولده فى شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين بويع بالخلافة بعد خلع المقتدر ولقب بالغالب بالله وفى سيرة مغلطاى لقب بالمنتصف بالله وقيل بالراضى واستوزر محمد بن داود بن الجرّاح ويمن الخادم حاجبه فغضب سوسن الخادم وعاد الى دار المقتدر وطاعته وتم أمر عبد الله بن المعتز فى ذلك اليوم وأنفذت الكتب بخلافته الى الاقطار فى العشرين من شهر ربيع الاوّل سنة ست وتسعين ومائتين ولما تخلف ابن المعتز بعث الى المقتدر يأمره بالانصراف الى دار محمد بن طاهر لكى ينتقل ابن المعتز الى دار الخلافة فأجاب المقتدر وقد بقى عنده أناس قلائل وباتوا تلك الليلة وأصبح الحسين بن حمدان باكرا الى دار الخلافة وقاتل أعوان المقتدر فقاتلوه ودفعوه عنها ثم خرجوا بالسلاح وقصدوا مكان ابن المعتز فلما رآهم من حول ابن المعتز أوقع الله فى قلوبهم الرعب فانهزموا بغير حرب فركب ابن المعتز فرسا ومعه وزيره ابن داود وحاجبه يمن وقد شهر سيفه فلم يتبعه أحد فلما رأى أمره فى ادبار نزل عن دابته ودخل دار ابن الجصاص واختفى الوزير وغيره ونهبت دورهم وخرج المقتدر واستفحل أمره وأمسك جماعة ابن المعتز ومن قام بنصرته وحبسهم ثم قتل غالبهم وقتل ابن الجرّاح الذى وزر لابن المعتز ذلك اليوم وكان اديبا فاضلا علامة له تصانيف واستقام أمر المقتدر وأعيد للخلافة ثم قبض على ابن المعتز وابن الجصاص وحبس ابن المعتز أياما ثم أخرج ميتا فى شهر ربيع الاخر سنة ست وتسعين ومائتين وكان الذى تولى هلاكه مؤنس الخادم وكانت خلافته يوما واحدا وقيل نصف يوم* وفى سيرة مغلطاى مكث فى الخلافة يوما وليلة فقتل وبعضهم لم يذكره مع الخلفاء وسماه الامير لا امير المؤمنين ومذهب بعضهم انه أمير المؤمنين ولو لم يل الخلافة فانه كان خليقا للخلافة وأهلالها*

(ذكر خلافة المقتدر بالله أبو الفضل جعفر فى المرّة الثانية)

* أعيد الى الخلافة فى صبيحة يوم خلعه ولم ينتقل المقتدر من دار الخلافة ولم يغير لقبه واستمرّ فى الخلافة وظفر بأعدائه واحدا بعد واحد واستوزر أبا الحسين بن محمد بن الفرات فسار ابن الفرات فى الناس أحسن سيرة وكشف المظالم وفوّض اليه المقتدر جميع الامور لصغر سنه واشتغل باللعب مع الندماء والمغنين وعاشر النساء وغلب أمر الخدم والحرم على دولته وأتلف الخزائن* وفى الكامل فى سنة ثلثمائة كثرت الامراض والعلل ببغداد وفيها كلبت الكلاب والذئاب بالبادية فأهلكت خلقا كثيرا وفيها انقضت الكواكب انقضاضا كثيرا الى جهة المشرق وفى هذا الوقت مات الملعون أحمد بن يحيى الراوندى الزنديق وقد صنف فى الازراء على النبوّات والردّ على القرآن* وفى سيرة مغلطاى لما صفا الامر للمقتدر قتل الحلاج الزنديق المدّعى للربوبية وقوى أمر القرامطة فقلع الحجر الاسود وتحرّكت الديلم وقوى أمر بنى القداح بالمغرب وانتسبوا الى محمد ابن اسمعيل بن جعفر فقتلهم أبو القاسم المهدى وقيل انه كان من أبناء اليهود* قال الذهبى فى سنة احدى وثلثمائة شهر الحلاج على جمل ثم علقوه ونودى هذا من دعاة القرامطة فاعرفوه ثم سجن وظهر أنه ادعى الالهية وصرح بالحلول* وفى المواقف لقبوا بالقرامطة لانّ أوّلهم الذى دعا الناس الى مذهبهم رجل يقال له حمدان قرمطه وهى احدى قرى واسط لقبوا بسبعة ألقاب بالقرامطة لما مرّ وبالباطنية لقولهم بباطن الكتاب دون ظاهره فانهم قالوا للقرآن ظاهر وباطن والمراد منه باطنه لا ظاهره المعلوم من اللغة ونسبة الباطن الى الظاهر كنسبة اللب الى القشر وبالحرمية لاباحتهم الحرمات والمحارم وبالسبعية لانهم زعموا انّ النطقاء بالشرائع أى الرسل سبعة آدم ونوح وابراهيم

<<  <  ج: ص:  >  >>