والقفاف فما مشوا غير خطوة أو خطوتين وابتلعتهم الارض ولم يسم الخادم والله أعلم* وفى أيام المستنجد فى سنة تسع وخمسين وخمسمائة توفى الجمال محمد بن على وزير قطب الدين مودود بن زنكى صاحب الموصل كان كثير المعروف والصدقات ساق عينا الى عرفات وعمل هناك مصانع وبنى مسجد عرفات ودرجة وأحكم أبواب الحرم وبنى مسجد الخيف وبنى الحجر وزخرف الكعبة وذهبها وعملها بالرخام وبنى على المدينة النبوية سورا وبنى جسرا على دجلة عند جزيرة ابن عمر بالحجر المنحوت والحديد والرصاص وبنى الربط الكثيرة وكان يتصدّق كل يوم فى بابه بمائة دينار ويفتدى من الاسارى فى كل سنة بعشرين ألف دينار وكانت صدقاته وافدة الى الفقهاء والفقراء حيث كانوا وقد حبس فى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة* وذكر ابن الساعى عن شخص كان معه فى السجن أنه نزل اليه طائر أبيض قبل موته فلم يزل عنده وهو يذكر الله عز وجل حتى توفى فى شعبان من هذه السنة ثم طار عنه ودفن فى رباط بناه بالموصل* وفى سنة ستين وخمسمائة قال ابن الجوزى فى يوم الاضحى ولدت امرأة ببغداد يقال لها بنت أبى العز أربع بنات* وفى سنة احدى وستين وخمسمائة توفى شيخ الوقت أبو محمد عبد القادر بن صالح الجيلى الواعظ المفتى الحنبلى المذهب الزاهد أحد الاعلام ببغداد وله تسعون سنة* وفى سنة اثنتين وستين وخمسمائة مات حافظ خراسان أبو سعيد عبد الكريم ابن محمد بن منصور السمعانى المروزى وله ست وخمسون سنة وله تصانيف جمة* وكانت وفاة المستنجد بالله الخليفة وقيل قتله فى يوم السبت ثانى ويقال ثامن شهر ربيع الاخر سنة ست وستين وخمسمائة وكانت خلافته احدى عشرة سنة وشهرا واحدا*
[(خلافة المستضىء بالله أبى محمد الحسن بن المستنجد يوسف بن المقتفى لامر الله محمد بن المستظهر)]
أمير المؤمنين الهاشمى العباسى البغدادى أمه أم ولد مولدة مولده فى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بويع بالخلافة بعد وفاة والده فى شهر ربيع الاخر سنة ست وستين وخمسمائة وخطب له بالديار المصرية واليمن وكانت الدولة العباسية منقطعة منها من زمن المطيع كذا فى حياة الحيوان وكان أحسن الخلفاء سيرة وكان اماما عادلا شريف النفس حسن السيرة كريما ليس للمال عنده قدر حليما شفوقا على الرعية أسقط فى أيامه المكوس والضرائب وفى أيامه فى سنة تسع وستين وخمسمائة وقع برد عظيم وزنت واحدة فكانت سبعة أرطال بالبغدادى فقتل جماعة وشيئا كثيرا من المواشى وكان غالبه كالنارنج* وفى سنة احدى وسبعين وخمسمائة مات حافظ الشام أبو القاسم على بن الحسين بن عساكر صاحب التاريخ الكبير وله ثلاث وسبعون سنة واستهلت سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وفى هذه السنوات كان ابن الجوزى يعظ ببغداد ويحضره ألوف مؤلفة ويحضره أمير المؤمنين فى المنظرة* وفى سنة أربع وسبعين وخمسمائة قال ابن الجوزى وعظت بجامع المنصور فخرر المجلس بمائة ألف وكان المستضىء بالله يحضر من وراء الستر وله محبة فى الحنابلة والسنية وكراهية فى الرافضة وكانت وفاة المستضىء بالله فى بغداد فى ليلة الاحد ثانى ذى القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة* وفى دول الاسلام فى شوّال سنة خمس وسبعين وخمسمائة وعاش تسعا وثلاثين سنة وكانت خلافته تسع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما وهو الذى عادت الخطبة باسمه فى الديار المصرية والبلاد الشامية والثغور واجتمعت الامة فى أيامه على خليفة واحد وانقطعت دولة بنى عبيد الفاطميين خلفاء مصر فى أيامه على يد الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب وفى دول الاسلام وكان سمحا جوادا محبا للسنة أمنت البلاد فى زمانه*
[(خلافة الناصر لدين الله أبى العباس أحمد بن المستضىء حسن بن المستنجد يوسف الهاشمى العباسى)]
* أمير المؤمنين أمّه أمّ ولد تركية ومولده فى يوم الاثنين عاشر رجب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة* صفته* قال الذهبى