للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسبنا الله ونعم الوكيل هذا قول أكثر المفسرين وقال مجاهد وعكرمة نزلت هذه الآية فى غزوة بدر الصغرى الموعد وستجىء وأخذ رسول الله فى وجهه ذلك قبل رجوعه الى المدينة رجلين أحدهما معاوية بن المغيرة بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس جدّ عبد الملك بن مروان أبو أمّه عائشة بنت معاوية والثانى أبو عزة الجمحى اسمه عمرو بن عبد الله بن عثمان وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم أسره يبدر ثم منّ عليه وأطلقه لبناته الخمس وأخذ عليه العهد أن لا يعود الى حرب المسلمين وأن لا يظاهر عليهم أحدا وقد نقض العهد وحضر أحدا كما مرّ فى غزوة أحد فلما جىء به الى النبىّ صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله أقلنى فقال رسول الله والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها تقول خدعت محمدا مرّتين اضرب عنقه يا زبير فضرب عنقه كذا فى سيرة ابن هشام وفى رواية لا تمسح لحيتك بمكة تجلس فى الحجر وتقول خدعت محمدا مرّتين* قال ابن هشام وبلغنى عن سعيد بن المسيب أنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم انّ المؤمن لا يلدغ من حجر مرّتين اضرب عنقه يا عاصم بن ثابت فضرب عنقه وانصرف عليه السلام الى المدينة ودخلها يوم الجمعة وكانت غيبته خمس ليال وأمّا معاوية بن المغيرة فاستأمن له عثمان بن عفان رسول الله فأمّنه على انه ان وجده بعد ثلاث قتل فأقام بعد ثلاث وتوارى فبعث النبىّ صلّى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وعمار بن ياسر وقال انكما ستجدانه بموضع كذا وكذا فوجداه فقتلاه*

[سرقة طعمة]

وفى هذه السنة سرق طعمة بن أبيريق من بنى ظفر بن الحارث بفتح الفاء بطن من الانصار درعا لقتادة بن النعمان وهو جار له وكانت الدرع فى جراب فيه دقيق ينتثر من خرق فى الجراب حتى انتهى الى دار طعمة ثم خبأها عند يهودى يقال له زيد السمين فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد عنده وحلف والله ما أخذها ولا له بها من علم فقال أصحاب الدرع لقد رأينا أثر الدقيق حتى دخل داره فلما حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق فانتهوا الى منزل اليهودى فأخذوها فقال دفعها الىّ طعمة فقال قوم طعمة وهم بنو ظفر انطلقوا الى رسول الله ليجادل عن صاحبنا وأخبروه بخلاف الحق قالوا ان لم نفعل افتضح صاحبنا وبرئ اليهودى ففعلوا وصدّقهم النبىّ صلّى الله عليه وسلم وهمّ أن يعاقب اليهودى فأنزل الله تعالى انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما فلما ظهرت السرقة على طعمة خاف على نفسه من قطع اليد وهرب الى مكة وارتدّ عن الدين فنزل على رجل من أهل مكة يقال له الحجاج بن علاط من بنى سليم فنقب بيته فسقط عليه حجر فلم يستطع أن يدخل ولا أن يخرج حتى أصبح فأخذ ليقتل فقال بعضهم دعوه فانه قد لجأ اليكم فتركوه وأخرجوه من مكة فخرج مع تجار من قضاعة نحو الشأم فنزل منزلا فسرق بعض متاعهم فطلبوه فأخذوه ورموه بالحجارة حتى قتلوه فصار قبره تلك الحجارة وقيل انه ركب سفينة الى جدّة فسرق فيها كبسا فيه دنانير فألقى فى البحر وقيل انه نزل حرة بنى سليم وكان يعبد صنما لهم الى أن مات فأنزل الله انّ الله لا يغفر أن يشرك به الآية* وفى ذى القعدة من هذه السنة علقت فاطمة بالحسين وكان بين ولادة الحسن وعلوقها بالحسين خمسون ليلة وستجىء ولادة الحسين فى الموطن الرابع

*

[(الموطن الرابع فى حوادث السنة الرابعة من الهجرة]

من سرية أبى سلمة الى قطن ووفاته وسرية عبد الله بن أنيس الى عرنة لقتل سفيان بن خالد وسرية المنذر الى بئر معونة وسرية عاصم وقصة الرجيع وسرية عمرو بن أمية الضمرى الى مكة لقتل أبى سفيان وغزوة بنى النضير ووفاة زينب بنت خزيمة وغزوة ذات الرقاع وصلاة الخوف فيها ووفاة عبد الله بن عثمان وولادة الحسين بن علىّ وتعلم زيد بن ثابت كتاب اليهود وغزوة بدر الصغرى الموعد وتزوّج أمّ سلمة ورجم اليهوديين ووفاة فاطمة بنت أسد أمّ علىّ وتحريم الخمر عند البعض) *

<<  <  ج: ص:  >  >>