للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن طاهر الخزاعى وكبير الامراء وصيف التركى وكان قد استولى على الخليفة وتمكن ثم قتلوه وأخذوا له أموالا عظيمة وبعده قتل فى سنة أربع بغا الصغير وكان قد تمرّد وطغى وبغى وراح وصيف فتفرّد هو بالامور وكان المعتز يقول لا أستلذ بحياة ما بقى بغا وفيها مات بسامرا على الملقب بين الشيعة بالهادى وهو أحد الاثنى عشر المعصومين عند الرافضة وهو ابن الجواد محمد بن الرضا على بن الكاظم موسى بن جعفر الصادق وعاش أربعين سنة* وفى سنة خمس وخمسين ومائتين مات عالم سمرقند أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى الحافظ صاحب السند وشيخ الطائفة الكرامية المجسمة محمد بن كرام السجستانى الزاهد مات ببيت المقدس وكان المعتز فى ضيق وحجر فى خلافته مع الاتراك واتفق جماعة منهم أتوه وقالوا يا أمير المؤمنين أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف التركى ونستريح منه وكان المعتز يخاف من صالح المذكور فطلب من أمه مالا لينفقه فيهم فأبت عليه وشحت وكانت فى سعة من المال ولم يكن بقى فى بيوت الاموال شئ فاجتمع الاتراك حينئذ واتفقوا على خلعه من الخلافة ووافقهم صالح بن وصيف ومحمد بن بغا فلبسوا السلاح وجاؤا الى دار الخلافة فبعثوا الى المعتز أن اخرج الينا فبعث يقول قد شربت دواء وأنا ضعيف فهجم عليه جماعة فجرّوه برجليه وضربوه بالدبابيس وأقاموه فى الشمس فى يوم صائف فبقى يرفع قدما ويضع اخرى ويلطمون وجهه ويقولون اخلع نفسك ثم أحضروا القاضى ابن أبى الشوارب والشهود وخلعوه ثم أحضروا من بغداد الى سامرا وهى يومئذ دار الخلافة محمد بن الواثق وكان المعتز قد أبعده الى بغداد فسلم اليه المعتز الخلافة وبايعه ولقبوه المهتدى بالله ثم أخذوا المعتز بعد خمس ليال من خلعه وأدخلوه الحمام فلما تغسل عطش وطلب ماء فمنعوه حتى شارف الهلاك ثم أخرجوه فسقوه ماء ثلج فشربه وسقط ميتا وابنه عبد الله مات فى صهريج ماء من شدّة البرد كذا فى سيرة مغلطاى وكان موته فى شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وفى سيرة مغلطاى مات فى سر من رآى لثلاث خلون من شعبان وقيل من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وله أربع وعشرون سنة وقيل ثلاث وعشرون سنة وكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما* وفى سيرة مغلطاى وكانت خلافته ثلاث سنين وستة أشهر واحدى وعشرين يوما وبعد قتله أمسك صالح بن وصيف وكان رئيس الامراء أمه قبيحة وصادروها فوجدوا عندها ألف ألف دينار عينا ونصف أردب لؤلؤ وويبة ياقوت أحمر وأشياء كثير غير ذلك* قال الذهبى أخذ صالح منها ثلاثة آلاف دينار فحمل جميع ذلك لصالح بن وصيف فقال ابن وصيف قاتل الله قبيحة عرضت ابنها للقتل وعندها هذه الاموال العظيمة ثم أخرجت قبيحة المذكورة على أقبح وجه الى مكة فأقامت بها الى أن ماتت*

[(ذكر خلافة المهتدى بالله محمد بن الواثق هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد هارون بن المهدى محمد بن أبى جعفر المنصور الهاشمى العباسى)]

* أمير المؤمنين الصالح الدين أبى اسحاق وقيل أبى عبد الله وأمه أم ولد رومية تسمى قرب ولد فى خلافة جدّه سنة بضع عشرة ومائتين* صفته* كان أسمر رقيقا مليح الوجه دينا صالحا ورعا عابدا عاقلا قويا فى أمر الله شجاعا خليقا للامارة لكنه لم يجد ناصرا ولا معينا على الحق والخير ولو وجد ناصر الكان أحيا سنة عمر بن عبد العزيز وقيل كان يسرد الصوم ويقنع بعض الليالى بخبز وخل وزيت* قال الخطيب لم يزل صائما منذولى الى أن قتل* وقال أبو العباس هاشم بن القاسم كنت بحضرة المهتدى عشية رمضان فوثبت لانصرف قال اجلس ثم أحضر بعد الصلاة طبقا فيه أرغفة من الخبز وبعض ملح وخل وزيت وقال كل فقلت يا أمير المؤمنين قد أسبغ الله نعمه عليك قال صدقت ولكنى فكرت فى أنه كان فى بنى أمية عمر بن عبد العزيز ففاق على بنى هاشم فأخذت نفسى على ما رأيت بويع بالخلافة بعد ابن عمه المعتز

<<  <  ج: ص:  >  >>