الازرق والحارث وغيرهما من بنيه وقال لا يساكننى فلم يزل طريدا حتى ردّه عثمان بن عفان الى المدينة وكان ذلك مما نقم عليه أيضا* قال الواقدى استأذن الحكم بن أبى العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له لعنه الله ومن خرج من صلبه الا المؤمنين وقليل ما هم يشرفون فى الدنيا ويتضعون فى الاخرة* وفى دول الاسلام وكان مروان قد لحق النبى صلى الله عليه وسلم وهو صبى وولى نيابة المدينة مرّات وهو قاتل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرة بالجنة وكان كاتب السرّ لعثمان وبسببه جرى على عثمان ما جرى* وفى مورد اللطافة كان مولد مروان بمكة بعد عبد الله ابن الزبير بأربعة أشهر* قال المداينى كان مروان من رجال قريش وكان من أقرأ الناس القرآن وكان يقول ما أخللت بالقرآن قط وانى لم آت الفواحش والكبائر قط قالوا وكان مروان يلقب بخيط باطل لدقته وطوله شبه بالخيط الابيض الذى يرى فى الشمس قال الشاعر
لعمرى ما أدرى وانى لسائل ... حليلة مضروب القنا كيف يصنع
لحى الله قوما امّروا خيط باطل ... على الناس يعطى ما يشاء ويمنع
وفى المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف انه قال كان لا يولد لاحد ولد الا أتى به النبى صلى الله عليه وسلم فيدعو له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون ثم قال صحيح الاسناد وكان اسلام الحكم يوم فتح مكة ومات فى خلافة عثمان كما مر* وفى مورد اللطافة سار مروان بعد قتل عثمان مع طلحة والزبير يطلبون بدم عثمان يوم وقعة الجمل وقاتل يومئذ أشدّ القتال ولما رأى الهزيمة عليهم رمى طلحة بسهم فقتله غدرا وهو فى عسكره والتفت الى أبان بن عثمان وقال له قد كفيتك بعض قاتلى أبيك وانهزم مروان من وقعة الجمل وقد أصابته جراحات فحمل وتداوى ثم اختفى وأمّنه علىّ فقدم عليه فلما مات معاوية أرسله يزيد يوم وقعة الحرّة مع مسلم بن عقبة وحرّضه على أهل المدينة ثم تزوّج مروان أم خالد بن يزيد بن معاوية آمنة بنت علقمة وقيل فاختة بنت هاشم كذا فى سيرة مغلطاى بعد موت يزيد وكان يجلس مع خالد بن يزيد فدخل عليه خالد فى بعض الايام فزبره مروان وقال له تنح يا ابن رطبة الاست والله مالك عقل فقام خالد عنه ودخل على أمه وذكر لها مقالته فأضمرت أمه السوء لمروان ثم دخل عليها مروان فقال لها هل قال لك خالد شيئا فأنكرت فنام عندها مروان فوثبت هى وجواريها فعمدت الى وسادة فوضعتها على وجهه وغمرته هى والجوارى حتى مات ثم صرخن وقلن مات فجأة وذلك فى أوّل شهر رمضان وقيل فى ربيع الاخر سنة خمس وستين بدمشق وقيل انه مات فجأة وقيل مطعونا وقيل مسموما فى نصف رمضان وكان مروان فقيها عالما أديبا كاتبا لعثمان بن عفان وهو كان من أعظم الاسباب فى زوال دولة عثمان وكانوا ينقمون على عثمان تقريب مروان وتصرّفه فى الامور بويع لمروان بالخلافة فى الجابية فى رجب سنة أربع وستين* وفى مورد اللطافة بويع له بعد خلع معاوية بن يزيد وقيل بعد خلع خالد بن يزيد ولقب المؤتمن بالله* وفى مورد اللطافة أيضا ثبت مروان على الخلافة من غير عهد ولا مشورة ثم سار الى دمشق بعد أن قتل الضحاك بن قيس وأطاعه اكثر امراء الشأم ثم عبى جيوشه وسار الى ديار مصر فى سنة خمس وستين فصالحه أهلها وأعطوه الطاعة فاستولى عليهم ثم جدّدت له البيعة* وفى تاريخ اليافعى فى سنة خمس وستين توجه مروان الى مصر فتملكها واستعمل عليها ابنه عبد العزيز فبايعوه فى ذى القعدة من السنة ورجع الى الشأم وكان سلطانه بالشأم ومصر فلم يلبث أن وثبت عليه زوجته لكونه شتمها فوضعت على وجهه مخدّة كبيرة وهو نائم وقعدت هى وجواريها فوقها حتى مات كذا فى دول الاسلام وقد مرّ تفصيله* وصلى عليه ابنه وولىّ عهده عبد الملك