٧٢١ - محمد بن الوليد (والوليد يعرف بولّاد) المصرىّ النحوىّ التميمىّ «١»
صاحب التصانيف. فاضل كامل نبيل، رحل فى طلب النحو إلى بغداذ، وقرأ كتاب سيبويه على المبرّد. وكانت له فيه قصة؛ كان يأخذ من ابن المبرّد كراسة كراسة، ينسخها ويدفع له درهما، وذلك خفية من المبرّد؛ لأنه كان يبخل بالكتاب، فطلب المبرّد يوما بعض الكراريس فلم يجدها وكشف أمرها فوقف على ما جرى، فركب إلى صاحب الجيش، وذكر له أن رجلا غريبا استغوى ابنه، وأخذ بعض كتبه فأحضر، وكان له صديق له جاه، فسيّر إلى صاحب الجيش ألّا يعرض له إلا بخير، فلما عرف موضعه عنّف أبا العباس وقبح له ما جرى، فاعتدر بأنه لم يعرفه، وأقرأه الكتاب بعد ذلك. وكان المبرّد لا يقرىء الكتاب إلا بمائة دينار، فإذا اجتمعت له من جماعة أو من واحد لم يحضر ذلك غير من وزن.
ولما عاد ابن ولّاد إلى مصر وتصدّر لإقراء العلم وحضرته الوفاة- رحمه الله- أوصى أن يدفن معه كتاب سيبويه، وصار الكتاب بعد موته إلى ابنه أبى العباس، وانتقل بعد موته إلى رجل يعرف بالدقّاق كان جمّاعة للكتب، ابتاعه بمائة دينار من ورثة أبى العباس، ومات الدقاق، فانتقل بعده الكتاب إلى