٦٥٤ - محمد بن سدوس أبو عبد الله النحوىّ الكاتب الصّقلىّ «١»
برع فى النحو على أهل زمانه، وكان النظم والنثر طوع عنانه؛ فمن شعره قوله يعاتب أبا الحسن الكاتب الصّقلىّ من أبيات يقول فيها:
وكنت ترانى الرئيس الجليل ... وكنت أراك الرئيس الجليلا
إلى أن قصدت هضاب الإخاء ... فصيرتهنّ كثيبا مهيلا
تشيع علىّ الذى لم أقله ... وتسمعه الخلق جيلا فجيلا
وهبنى قد قلته مخطئا ... أما فى المروءة ألّا تقولا!
وله يهجو بعض كتاب القاضى أبى الفضل بصقلّية:
قل لمن يقضى ويمضى ... ويرى الرأى الجزيلا
أنت كالمسك ولكن ... جئت بالحسن عديلا
لو كما يجهل يدرى ... كان لله رسولا
وله:
تطاول هذا الليل حتى كأنّما ... هو الدهر لا صبح ينير ولا فجر
وضنّ علىّ الطيف بالوصل فى الكرى ... فيا عجبا حتى الخيال له هجر!
يقولون طال الليل جهلا ولم يطل ... ولكنّ أشواقى إليك تطول
ولى أدمع كالقطر تبكيك كثرة ... ونوم إذا نام الخلىّ قليل [١]
[١] قال ابن مكتوم «كان محمد بن سدوس النحوى هذا كاتبا للكلبيين بصقلية مشارا إليه فى النحو بالإجازة. كذا فى كتاب الديباجة لأبى عبد الله الأركسى».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute