إلا يومى العيد وأيام التشريق. وكان يتعمم ويرتدى السنة، ويرخى عمامته خلف ظهره. تفقه عند أبى عبد الله اليزيدىّ بالبصرة. وكان إماما فى الفرائض، وسمع من أبى خليفة. وقد كان أتى أبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وأخذ عنه. توفى فى ذى الحجة من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة».
٦٨٦ - محمد أبو بكر بن علىّ بن أحمد الأدفوىّ المصرىّ النحوىّ المفسر «١»
أصله من أدفو، مدينة من مدن صعيد مصر فى آخره، قريب من أسوان.
سكن مصر، وكان صالحا يرتزق من معيشته، وكان خشّابا، وصحب أبا جعفر النحاس المصرىّ، وأخذ عنه وأكثر، وروى كلّ تصانيفه، وأخذ عن غيره من أهل العلم والقرآن والحديث والعربية. وكان سيد أهل عصره فى مصره وغير مصره وقرأ عليه الأجلّاء، واعتاد على مجلسه الرؤساء والفضلاء. وصنف فى التفسير كتبا مفيدة، منها كتابه الاستغناء وهو أكبر كتاب صنف فى التفسير، جمع فيه من العلوم ما لم يجتمع بغيره. ولقد بلغنى أن متخلّفا من متخلفى منتحلى العلوم- وكان قاضيا فى بعض مدن الشام- دخل إلى مصر فى رسالة من صاحب بلده، فسمع أهلها به، وكان بمصر سمسار للكتب اسمه شرف، ويلقب زحف الصبر [١]، فظن بهذا القاضى أنه من أهل المروءات والعلم، فأحضر إليه هذا التفسير على جمل فى فردتى خوص، وعدّته مائة وعشرون مجلدا، وعليه خط المصنّف الأدفوىّ المذكور