أصله بصرىّ، ونشأ بمصر، ورحل إلى العراق لطلب العلم، وسمع عن العلماء وقتا من كتبهم الحسان، وعاد إلى مصر، ولم يكن بمصر شىء كبير من كتب النحو واللغة قبله.
وقيل إنه خرج فى أوّل أمره إلى مكة، فحج وجاء إلى المدينة، فزار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ورأى بالمدينة نحويا متصدرا لإفادة النحو، وهو المهّلبىّ تلميذ الخليل، وهو الذى كان يهاجى عبد الله بن أبى عيينة، ولم يكن من الحذّاق بالعربية، فأخذ عنه ولّاد [١] ما عنده، وكان يسمعه يذكر الخليل شيخه، فراح ولّاد إلى البصرة وأدرك الخليل بن أحمد، ولقيه وأخذ عنه وأكثر بالبصرة، وسمع منه الكثير ولازمه، ثم انصرف إلى الحجاز، ودخل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقيه معلمه المهلبىّ فناظره، فلما رأى منه المدنىّ تدقيق ولّاد للمعانى، وتعليله فى النحو، قال: لقد ثقبت يا هذا بعدنا الخردل، وعاد الوليد (ولّاد) بعد ذلك إلى مصر، ومعه كتبه التى استفاد علمها؛ وتصدّر بمصر وأفاد.