حتى صار علّامة زمانه وواحد عصره. وشرع فى إملاء تفسير لو تمّ لم يوجد مثله.
وتوفى بمرو سنة خمسين وخمسمائة فى شهر ربيع الأول. ومن شعره:
بدا ونسيم صبحى برق عيد ... خيال زائر من برقعيد «١»
وقرّعنى على طول التنائى ... وجرّعنى عتاب المستزيد
ففضّ الدرّ فوق الورد نثرا ... وغصّ الورد بالدرّ النضيد
وبات وبتّ معتنقين شوقا ... يبدّد منه ضمّى سقط جيد
فلى طوقان لكن من لجين ... وطوقاه من التّبر الجديد
٥٠٧ - عمر بن عثمان بن محمد بن عمير بن حبيب الأندلسىّ النحوىّ المعروف بابن الجرار [١]
كان من أهل البلاغة والشعر، وكان ذا حظ من اللغة والنحو، وله رسالة ناقض فيها عبد الله بن المقفّع فى اليتيمة، وظهر فضله فيها. وكان يرمى بالزندقة. وكان ضئيل الخلقة؛ فلأجل ذلك كتب إلى ربّ الأمر فى زمانه، وقد كان مبعدا غير مقرّب:
يا لباب اللّباب من عبد شمس ... ومحلّ الحياة من كلّ نفس
إن يكن مبعدى قماءة شخصى ... وروائى ففى حديثى أنسى
[١] ترجمته فى بغية الملتمس للضبى ٤١٥ - ٤١٦، وتلخيص ابن مكتوم ١٦١. واسمه فى بغية الملتمس: عمرو بن عثمان بن سعيد بن الجرز، (بالجيم والراء قبل الزاى).