للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه متقدّم، ولا لحقه فيه متأخّر. فوقعوا جميعا عليه، وقالوا: الوضيع [١] يتعصّب للوضيع- يعنون ابن الزيات [٢]- فأخجلوه.

وبينما هم كذلك إذا استؤذن لأبى عبيد الله الغابى فأذن له، فلما استوى فى الجلوس، سئل عما جرى من القول، فقال: أخبرنى أبو الحسن المغنّى أن أهل بغداذ لا يفضّلون على شعره الّلامىّ [٣] الذى ذكر فيه القلم شيئا؛ لغرابة معناه، ولم يكن الغابى يعلم شيئا من اختلافهم فى ذلك؛ وإنما سئل عما يجب تقديمه- فاستطال ابن أرقم، وقال: مثلى مع هؤلاء كما قال حبيب بن أوس:

كلاب أغارت فى فريسة ضيغم ... طروقا وهاما أطعمت صيد أجدلا [٤]

وإنما يغّمنى أن أكون ببلد يتحكّم علىّ فيه من لا يعرف ما أقول.

٦٠٠ - محمد بن أبى الأزهر أبو بكر النحوى «١»

مستملى أبى العباس المبرّد.

٦٠١ - محمد بن أبى جعفر المنذرى الخراسانىّ اللغوىّ العدل أبو الفضل «٢»

طلب علم العربية، ورحل فى إدراكها، وحصّل منها خيرا كثيرا. وكان ثقة فيما يرويه، ثبتا فيما يؤخذ عنه. روى عنه أبو منصور الأزهرىّ فى كتاب


[١] يريد أبا تمام؛ إذ كان أبوه سقاء، وابن الزيات إذ كان جده يجلب الزيت من بغداد.
[٢] هو محمد بن عبد الملك بن أبان، المعروف بابن الزيات. كان وزير المعتصم، وله شعر سائر جيد، وديوان رسائل، وتوفى سنة ٢٣٣. ابن خلكان (٢: ٥٤).
[٣] فى الأصلين:
«السلامى» تصحيف.
[٤] ديوانه ٢٥٤. الضيغم: الأسد. والأجدل: الصقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>