ما سمّيته بذلك، وإنما سمّاه الأجلّ أبو الخطاب به، كما وقف عليه بقول امر به، فسمع منه، وتوقيع خطّه عليه، فأثر عنه، فأقررته عليه لما في الوفاق من القربة إليه، والحظوة لديه. قال لى شيخنا أبو القاسم بن برهان رحمه الله: والّذى دعانى إلى قراءة هذا الكتاب على أبى الفتح رحمه الله، وحدانى عليها على اشتغالى فى الوقت بما هو أهمّ، منها أنّ شيخنا أبا الحسن علىّ بن عبيد الله السّمسمىّ رحمه الله بلّغه أن أستاذ الأستاذين أبا العباس بن الثلاج ركب إلى أبى الفتح متعهّدا، فأكرم مورده، وأهدى اليه هذا الكتاب بخطّه، تحفة ولطفا في أثمان المنصورى، فاستعاره منه على يدى وتصفّحه وأعجب به، وعظم عنده، فنسخ منه هذه النسخة عنها لنفسه، وقابلنى يقرؤها وأنا أنظر في الأصل، قال لى عند إنهائها: انسخه بخطّك، وأقرؤه عليك، وأستبين غوامضه منه، فامتثلت أمره.
وقال لى شيخنا أبو القاسم الرّقىّ: والّذى دعانى إلى قراءة هذا الكتاب على أبى الفتح رحمه الله وحدانى عليها، أنّ محبة أبى القاسم بن برهان لهذا الكتاب وقراءته أعدتانى، فأحببته حبّه، وقرأته قراه ة أبى القاسم نفاسة أن ينفرد ويبخسه.
انتهت الحكاية.
٩٣٧ - أبو الفتح بن المقدّر الأصبهانى النحوىّ «١»
واسمه منصور بن محمد، وكنيته أشهر، وتعريفه بابن المقدّر أعرف.
كان نحويّا أديبا فاضلا، استوطن بغداد، وأقرأ بها العربيّة، وتصدّر لذلك، وخالط الأجلّاء بها، وغشيهم وغشوه للاستفادة، قال هلال بن المحسّن