وولد لأبى الأسود عطاء وأبو حرب؛ فأما عطاء «١» فكان على شرط أبيه بالبصرة، ثم بعج «٢» العربية هو ويحيى بن يعمر العدوانى بعد أبى الأسود؛ ولا عقب لعطاء.
وأما أبو حرب فكان عاقلا شجاعا، ولّاه الحجّاج جوخا «٣»، وقال له: أما والله لو أدركت أبا الأسود لقتلته؛ لأنه كان شيعيّا. فقال: أصلح الله الأمير! أو يأتى عليه عفوك «٤» كما أتى عليه عفو من قبلك. قال: وذاك. فلم يزل على جوخا إلى أن مات الحجّاج. فولد أبو حرب جعفرا؛ فكان أسرى إخوته؛ وله عقب بالبصرة.
ومات أبو حرب؛ وهو اسمه، سنة تسع ومائة «٥».
[أخبار منثورة من أخبار أبى الأسود]
كان لأبى الأسود جار سوء- لعن الله الجار السوء وأباده وكاده، ونقصه ولا زاده، وأساء له البدء والإعادة، ولا أعاده، وقرّب إبعاده، وأنجز إيعاده، وسلب عنه السيادة، وسعادة الشهادة؛ يا ذا الجلال والإكرام، استجب دعائى عاجلا غير آجل- وكان جار أبى الأسود من بنى جندل بن يعمر بن حلبس بن نفاثة ابن عدىّ بن الدّئل، وكان هذا الجار قد أولع برمى أبى الأسود بالحجارة؛ كلما أصبح وكلما أمسى، فشكا أبو الأسود ذلك إلى قومه وغيرهم، فكلّموا جاره، فكان