يكون وقف عليها. وكان حسن الضبط لما يكتبه من العربية، وإذا أفاض فى شىء من العوامل استوفاه، وبسط القول فيه. وكان أهل سنجار قسمين:
قسم يتردّد فى طلب العربية إليه، وقسم يتردّد إلى الشيخ أبى الحسن على بن دبابا النحوىّ السّنجارىّ. وكان موجودا فى وسط المائة السادسة من الهجرة.
٣٩٢ - عبد الصمد بن محمد بن حيّويه البخارىّ [١]
ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور فقال:«أبو محمد الأديب الحافظ النحوىّ. وكان من أعيان الرّحالة فى طلب الحديث، وسمع فى بلده أبا حاتم سهل بن السرىّ الحافظ وأقرانه، وبمرو عمر بن علك وأقرانه».
«قدم علينا نيسابور سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأقام عندنا إلى سنة سبع، ثم خرج إلى العراق ودخل الشام ومصر، وجمع الحديث الكثير، وانصرف إلى بغداذ سنة أربعين، ودخلتها وهو بها سنة إحدى وأربعين؛ ثم اجتمعنا بعد ذلك بنيسابور، ثم كتبنا عنه ببخارى سنة خمس أو ست وخمسين. وكان قلّما يفارقنا بها سنين. وله عندى قصيدة مدح بها شيخنا أبا أحمد التميمىّ. ثم انصرفت إلى نيسابور. وتوفى ببخارى فى شهر رمضان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة».
قال الحافظ أبو عبد الله:«سمعت «١» عبد الصمد بن محمد البخارىّ، سمعت أبا بكر ابن حرب شيخ أهل الرأى يقول: كثيرا ما أرى أصحابنا فى مدينتنا هذه يظلمون أهل الحديث. كنت عند حاتم [العتكىّ]«٢»، فدخل عليه شيخ من أصحابنا من أهل الرأى، فقال: أنت الذى تروى أن النبىّ صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ فقال: قد صح الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك- يعنى قوله:
[١] ترجمته فى الإكمال لابن ماكولا الورقة ١٨٤، وبغية الوعاة ٣٠٦، وتاريخ ابن عساكر ٢٤: ١٦١ - ١٦٣، وتلخيص ابن مكتوم ١٠٨ - ١٠٩.