للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩٢ - سيبويه السّنجارىّ النحوىّ [١]

قريب العهد فى زماننا هذا. رحل عن سنجار إلى بغداذ، وأخذ عن الكمال الأنبارىّ وعن عبد الرحيم العصار، وعاد إلى بلده سنجار، وتصدّر لإفادة هذا الشأن.

وكان ممن أدركته حرفة الأدب، وأحوجته الحاجة إلى الارتزاق بالتفقه على مذهب النعمان، وابتلى مع عيشه الأنكد بمدرّس يمتهنه فى المحافل، ويمنحه الإلواء عنه والتغافل، وله عائلة تحمله على الذلّ، وعنده إقلال صيّره الأخسّ الأقل. ولم يزل مكابد الفقر إلى أن صار إلى قبره. فسبحان من رزق الجاهل، وحرم الفاضل؛ صنع لا يفهم معناه، وحكم لا يستحلى مجناه؛ يفعل الله ما يشاء، ويحكم ما يريد، فله الحمد إذ لا يحمد على المكروه سواه. وكانت وفاته بسنجار فى حدود سنة ست وستمائة.


[١] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم ٨١ - ٨٢. والسنجارىّ، بكسر السين وسكون النون:
منسوب إلى سنجار؛ وهى من بلاد الجزيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>