للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان شاعرا مقدّما قوىّ الكلام خبيرا باللغة. صحب بنى أبى العرب على يد عبد المجيد بن مهذّب، وأبى البهلول بن سريج، فتقدّم تقدما كثيرا. وله من قصيدة يمدح بها محمد بن أبى العرب:

فلمّا التقى الجمعان واستمطر الأسى ... مدامع منا تمطر الدمع والدما

بدا مأتم للبين غنّى به الهوى ... بشجو وحنّ الشوق فيه فأرزما «١»

تصدّت فأشجت ثم صدّت فأسلمت ... ضميرك للبلوى عقيلة أسلما «٢»

قال الحسن بن رشيق: كفى بهذا الشعر شاهدا بالحذق؛ لما فيه من القوّة والاندفاع، وجزالة اللفظ، والمجانسة بين «تصدّت» و «صدّت»، وبين «أسلمت» و «أسلم».

٢٠٥ - الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان أبو محمد الحربىّ النحوىّ [١]

وهو أخو علىّ بن محمد الأكبر. روى عن إسماعيل بن إسحاق القاضى كتاب النوادر، وسئل أبو نعيم الحافظ «٣» عن أبى محمد بن كيسان فقال: كان ثقة. وقال ابن شاذان: توفّى الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوىّ لأيام خلون من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. وقال محمد بن أبى الفوارس: توفّى يوم السبت لأربع خلون من شوّال.


[١]. ترجمته فى تاريخ بغداذ ٧: ٤٢٢، وتلخيص ابن مكتوم ٦٠ - ٦١ والنجوم الزاهرة ٤: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>