للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٢٩ - محمد بن يحيى بن زكريا أبو عبد الله النحوىّ الأندلسىّ المعروف بالقلفاط «١»

كان بارعا فى علم العربية، حافظا لها، مقدّما فيها. ولم يكن أحد يقارب الحكيم النحوىّ الأندلسىّ [١] فى علمه غيره. وكان القلفاط هذا حافظا للّغة بصيرا بها، وكان شاعرا مجوّدا مطبوعا، وإذا قصّد أطال وأحسن.

وقال بعض من دخل العراق من أدباء الأندلس: استنشدنى المعرّج ببغداذ لأهل بلدنا، فأنشدنه لأحمد بن محمد بن عبد ربه [٢] قصيدة، فلم يستحسن شيئا مما أنشدته، ثم أنشدته لمحمد بن يحيى القلفاط:

يا غزالا عنّ لى فاب ... ترّ قلبى ثم ولّى

حتى أتيت على آخر الشعر، فقال: هذا هو الشعر لا ما أنشدتنى آنفا. وكان كثير المهاجاة للأدباء، مطلق اللسان بالهجاء؛ لا يزال يتهكّم بالمؤدّبين. وكان مع ذلك وسخ الثياب رذل الهيئة، نزر المروءة [٣].


[١] هو محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الحكيم- تقدّمت ترجمته للمؤلف فى هذا الجزء ص ٦٥.
[٢] هو أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب، مولى هشام بن عبد الرحمن؛ صاحب كتاب «العقد الفريد»؛ توفى سنة ٣٢٨. جذوة المقتبس الورقة ٤٣.
[٣] ذكر صاحب إشارة التعيين أنه توفى سنة ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>