وليس محبّا من يدوم وداده ... على القرب لكن من يدوم على البعد
أحبّاى منّوا بالوصال فإنّنى ... على هجركم غير الصبور ولا الجلد
صرمتم حبالى حين واصلت حبلكم ... وأسكرتمونى إذ صحوتم من الوجد
توفّى الحسن بن أحمد الحوثرىّ بواسط، يوم الخميس ثانى عشر ذى الحجة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وصلّى عليه الجمع الكثير بغد، ودفن فى مسجد زنبور بها.
١٨١ - الحسن بن أمد بن عبد الله بن البنّاء المقرئ الحافظ اللغوىّ أبو علىّ [١]
أخذ عن الأعيان المشار إليهم فى الزمان، فى علوم القرآن والقراءات والتجويد والحديث وطرقه واللغة. وله معرفة بالحديث، وقد صنّف فى العلوم التى يعلمها عدّة مصنفات. وحكى عنه أنه قال: صنّفت خمسمائة مصنف.
وكان حلو العبارة، متصدّرا للإفادة فى كل علم عاناه. وكان حنبلىّ المعتقد، وقد تكلّموا فيه.
وسأل: هل ذكره الخطيب «١» فى التاريخ؟ ومع من ذكره؟ أمع الكذّابين أم مع أهل الصدق؟ فقيل له: ما ذكرك أصلا، فقال: ليته ذكرنى ولو مع الكذّابين.