وكان مولده بأنطاكيّة فى سنة تسع وسبعين ومائتين. وتوفى بقرطبة يوم الجمعة يوم تسعة وعشرين من ربيع الأوّل سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن فى مقبرة الرّبض «١».
٤٨٩ - على بن محمد الجزرىّ النحوىّ الأديب [١]
نزيل باخرز «٢» من أعمال نيسابور. فاضل وقع من بعض أقطار الجزيرة إلى باخرز، وعلم فضله، فارتبطه أهلها للتأديب. وبقى بين كبرائها موفور النصيب.
وكان غاليا «٣» فى التشيّع، ومقت لذلك. فخرج عن باخرز، وقصد الشام ونزل دمشق، ولازم قبر معاوية بن سفيان، وهو فى القبّة الخضراء، وفى ذلك اليوم فيما قيل دكان لفقّاعىّ، فأقام ملازما للقبر مدّة ليزيل عنه اسم التشيع. ثم غلبه الطبع فلم يزل ينتهز الفرصة فى أن يخلو بالقبر. فلمّا خلا به فى بعض الأيام أسال عليه ميزابه، ونفض عليه عيابه، وألقى عليه جنينه، وخلط بذى بطنه طينه. وخرج عنه خائفا يترقب، قال: رب نجنى من القوم الظالمين «٤». وفى هذا المعنى يقول: