إن كنت لا تدرين ما الموت فانظرى ... إلى دير هند كيف خطّت مقابره
وقال إسحاق:
ترى عجبا ممّا قضى الله فيهم ... رهائن حتف أوجبته مقادره
فقال أبو عرار:
بيوت ترى أقفالها فوق أهلها ... ومجمع زور لا يكلّم زائره
٩٣٥ - أبو الفضل النّوشجانىّ «١»
نزيل نيسابور، ذكره الباخرزىّ وسجع له، فقال: هو من علية الأدباء، والعارفين بلسان العرب العرباء، وإن كان في الشعر من المقلّين، فهو في اللّغة من المستقلّين؛ وإقلال مع استقلال: خير من إكثار مع إهجار؛ حدّثنى الأديب أبو القاسم مهدىّ بن أحمد أيّده الله، قال: حدّثنا شيخنا محمد بن أبى يوسف الإسفراريينى، قال: حملنى أبى إلى دار الشيخ أبى عبيد الهروىّ، وحطّ رحلى عنده؛ قال: فأضافه جماعة من الفضلاء، وكان يسقيهم ويراضعهم لبان الكأس، فسأل أبّا الفضل النّوشجانىّ، فقال: بلغنى أنّك كنت تخدم بعض الأماثل، فهل حظيت منه بطائل! فقال: لا، ولكنى هجوته ببيتين صنعتهما فيه، هما:
إذا ما لم يكن جدواى منكم ... سوى مرق، وذا أيضا بمنّه
فلست ببائع أدبى بحسوى ... رءوسكم كما كنتم أجنّه
٩٣٦ - أبو الفتح بن الأشرس النحوىّ النيسابورىّ «٢»
كنيته أغلب من اسمه، قال القاضي أبو جعفر محمد بن أبى إسحاق البحّاثىّ النّيسابورىّ [١]: حدّثنى الحاكم أبو سعد بن دوست، عن أبى الفتح هذا، أنّه كان