٧٣٠ - محمد بن يحيى بن أبى عباد جابر بن زيد بن الصباح العسكرىّ اللغوىّ المعروف بالنديم «١»
ويكنى أبا جعفر. كان حسن الأدب، ونادم المعتضد. وصنّف كتابا فى اللغة سماه جامع المنطق، وجعله جداول، ومات. ووقف عليه المعتضد يوما، فاشتاقت نفسه إلى فكّ تلك الجداول، فأمر القاسم بن عبيد الله أن يطلب من أهل الأدب من يفسرها، فبعث إلى ثعلب، وعرّفه وعرّض عليه، فلم يتوجّه له حساب الجداول، وقال: لست أعرف هذا، وإن أردتم كتاب العين فموجود ولا رواية له. ثم كتب إلى المبرّد أن يفسرها فأجابهم: إنه كتاب طويل يحتاج إلى شغل وتعب، وإنه قد أسنّ وضعف عن ذلك، وإن دفعتموه إلى صاحبى إبراهيم بن السّرىّ رجوت أن يفى بذلك. فتغافل القاسم بن عبيد الله [١] عن مذاكرة المعتضد باسم الزّجاج؛ لأنه كان مشتغلا بتعليم أولاده؛ حتى ألحّ عليه المعتضد، فأخبره بقول ثعلب والمبرّد، وأنه أحال على الزجّاج؛ فتقدّم المعتضد إليه بالتقدّم إلى الزجّاج بذلك، ففعل القاسم؛ فقال الزجاج: أنا أفعل ذلك على غير نسخة ولا نظر فى جداول، فأمره بعمل الثّنائىّ، فاستعار الزجّاج كتب اللغة من ثعلب والسكرىّ وغيرهما؛ لأنه كان ضعيف العلم باللغة؛ ففسر الثنائىّ كله، وكتبه بخط اليزيدىّ الصغير، وجلّده وحمله إلى الوزير، وحمله الوزير إلى المعتضد بالله أمير المؤمنين، فاستحسنه، وأمر له بثلاثمائة دينار وتقدم إليه بتفسيره كله، ولم يخرج ممّا عمله الزجاج نسخة إلى أحد؛ إلا إلى خزانة المعتضد.
[١] وزير المعتضد، تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص ١٩٥.