ونسبه أشهر من اسمه؛ واسمه علىّ بن محمد بن وهب. صحب أبا عبيد القاسم ابن سلّام، وعرف به، وروى عنه. قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلّام يقول: هذا الكتاب أحبّ إلىّ من عشرة آلاف دينار- يعنى الغريب المصنّف وعدد أبوابه على ما ذكر ألف باب، وفيه شواهد الشعر؛ ألف ومائتا بيت.
٧٥٠ - مسعود الدولة النحوىّ «٢»
نزيل مصر؛ كان من نحاتها. ورأيت أبا الجود حاتم بن الكتّانىّ الصيداوىّ الأصل، المصرىّ المولد والمنشأ يذكر أنه قرأ على مسعود الدولة، وسمع منه شيئا على سبيل الرواية للكتب الأدبية، وقال: هو يعرف بابن طازنك. ورأيت بعض الناس يذكر أن أصله من دمشق وأنه- أو سلفه- انتقلوا إلى مصر، ورأيت من كلامه جزءا أولا من شرح كتاب سيبويه له وبخطه، ونظرت فيه فرأيت كلام رجل كثير الاطّلاع، جيّد الترتيب والنّقل. وقد حكى عند كل جملة من كتاب سيبويه أقوال النحاة فيها وفيما ماثلها من كلام العرب، ولو كمل لجاء أكبر تصنيف، وأكمل تأليف جمع فى نوعه. وكان له شعر كشعر النحاة؛ وميزّه الأفضل بن أمير الجيوش، المتوزر لأحد ولاة القصر بمصر، وجعله مقدّم الشعراء فى الإنشاد.
ومن شعره ما أجاب به شاعرا كتب له أبياتا على وزنها:
لله درّ قواف أنت مهديها ... لا يستطيع حسود الفضل يخفيها