وابن عباس كان على شرط أبيه عطاء، ولم يعقب. ولما استوفى هو ويحيى بن يعمر جزءا متوفرا من أبواب النحو نسب بعض الرواة إليهما أنهما أول من وضع هذا النوع.
[٥٢٨ - عنبسة بن معدان الفيل [١]]
من بنى أبى بكر بن كلاب. وقيل إنه ينتهى إلى مهرة بن حيدان. قال المبرّد قال عنبسة: اختلف الناس إلى أبى الأسود يتعلّمون منه العربية؛ فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان المهرىّ. واختلف الناس إلى عنبسة فكان أبرع أصحابه ميمون الأقرن. وكان عنبسة بن معدان يعرف بالفيل؛ وذلك أن زياد بن أبيه كانت له فيلة ينفق عليها فى كل يوم عشرة دراهم، فأقبل رجل من ميسان «١» يقال له معدان، فقال: ادفعوها إلىّ وأكفيكم المئونة وأعطيكم عشرة دراهم فى كل يوم، فدفعوها إليه فأثرى وابتنى قصرا، ونشأ له ولد يقال له عنبسة وفصح، وهو هذا الذى نحن فى ذكره. فروى الأشعار، وروى شعر جرير والفرزدق وانتمى إلى بنى بكر بن كلاب.
وقيل للفرزدق: هاهنا رجل من بنى كلاب يروى شعر جرير ويفضّله عليك، ووصفوه له. فقال: رجل من بنى كلاب على هذه الصفة لا أعرفه، فأرونى داره، فأروه، فقال: هذا ابن معدان الميسانىّ، ثم قصّ عليهم قصته، وقال:
لقد كان فى معدان والفيل زاجر ... لعنبسة الراوى علىّ القصائدا