٣٤٦ - عبد الله بن محمد البخارىّ النحوىّ الفقيه الشاعر المعروف بالبافى [١]
كان من أفقه الناس فى وقته على مذهب الشافعىّ، وله معرفة بالنحو والأدب مع عارضة «١» وفصاحة. وكان حسن المحاضرة، حاضر البديهة، يقول الشعر المطبوع من غير تكلّف، ويعمل الخطب، ويكتب الكتب الطوال من غير رويّة.
قال أبو بكر البرقانىّ «٢» - رحمه الله-: قصد أبو محمد البافىّ صديقا له ليزوره فلم يجده فى داره، فاستدعى بياضا ودواة وكتب إليه:
كم حضرنا فليس يقضى التّلاقى ... نسأل الله خير هذا الفراق
إن أغب لم تغب وإن لم تغب غب ... ت كأنّ افتراقنا باتفاق
وله أيضا:
ثلاثة ما اجتمعن فى رجل «٣» ... إلّا وأسلمنه إلى الأجل
ذلّ اغتراب وفاقة وهوى ... وكلّها سائق على عجل
يا عاذل العاشقين إنّك لو ... أنصفت أعفيتهم «٤» عن العذل
فإنهم لو عرفت صورتهم ... عن شغل «٥» العاذلين فى شغل
[١] ترجمته فى الأنساب ٦١ ا، وتاريخ بغداد ١٠ - ١٣٩ - ١٤٠، وتلخيص ابن مكتوم ٩٧، والجواهر المضية ١: ٢٨٣ - ٢٨٦، وشذرات الذهب ٣: ١٥٢، وطبقات الشافعية ٢: ٢٣٢ - ٢٣٤، والباب ١: ٩٠، ومعجم البلدان ٢: ٤٣، والمنتظم (وفيات سنة ٣٩٨)، والنجوم الزاهرة ٤: ٢١٩. والبافىّ، بفتح الباء وفاء مكسورة وياء مشدّدة. منسوب إلى باف، وهى إحدى قرى خوارزم.