للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: حفرت إراتك، قال: فكيف تقول: استأصل الله عرقاتهم [١]. فقال أبو خيرة: استأصل الله عرقاتهم، فلم يعرفها أبو عمرو، وقال: لان جلدك يا أبا خيرة، يقول: أخطأت.

قال أحمد بن يحيى: وهى لغة لم تبلغ أبا عمرو.

ويقال: وأرت إرة [٢] أئرها [وأرّا] [٣]، إذا حفرت حفيرة يطبخ فيها، وإرات:

جمع إرة.

٨٦٢ - أبو الخطاب بن عون الجزيرىّ النحوىّ الشاعر «١»

كان هذا الرجل من أهل الجزيرة الفراتية، وكان نحويّا يقول الشعر، ويتنقّل في البلاد الشاميّة، وله محاضرة وحسن مذاكرة، فمن محاضراته أنه قال:

دخلت إلى أبى العباس اليافى، فوجدته جالسا، ورأسه كالثّغامة [٤] بياضا، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيّدى، فى رأسك شعرة سوداء! قال: نعم، هذه بقية شبابى، وأنا أفرح بها، ولى فيها شعر، قلت: أنشدنيه، فأنشدنى:

رأيت في الرأس شعرة بقيت ... سوداء تهوى العيون رؤبتها


[١] العرقاة: الأصل الذى يذهب في الأرض سفلا، وتتشعب منه العروق. وفي مجالس العلماء:
«قال المازنى: واختلفوا فيها، فقال بعضهم: عرقاتهم (بفتح ثم كسر) يجعله جمع عرق، ومن نصبه جعله بمنزلة سعلاة وعلقاة».
[٢] فى الأصلين: «إرتا» تحريف.
[٣] من مجالس العلماء.
[٤] الثغام، كسحاب: نبت أبيض؛ يقال: أثغم الرأس، إذا صار كالثغامة بياضا. وفي الأصلين:
«النعامة» تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>