فى شهور سنة ثمان عشرة خمسمائة، وأقامت بعده برهة لا عالم بها، فأخذ عنه النّاس النحو بمقدار ما علمه.
ورأيت من تلامذته الشيخ موفّو الدين يعيش بن علىّ بن يعيش الحلبىّ.
ومات في حدود سنة ستين وخمسمائة بحلب.
٩١٥ - أبو سعيد بن حرب بن غورك النّحوى الإفريقى القروىّ «١»
شيخ فاضل متصدّر لإفادة العلم بذلك القطر، وكان يقال: إنّ ابن غورك أعلم من المهرىّ بالقرآن وحدود النّحو، وكان المهرىّ أوسع منه راوية، وأعلم باللّغة والشعر. وكان كثير الوقار، قليل الكلام، وكان ينسب من أجل ذلك إلى الكبر، وكان لا يبتسم في مجلسه فضلا عن أن يضحك.
قال إسحاق بن خنيس: بينما نحن مع ابن غورك في مجلسه إذ أقبل رجل زعم أنه أقبل من المشرق، فقال له: حركات الأعراب كم هى؟ فقال: ابن غورك ثلاث: الرفع والخفض والنصب، قال: بقى عليك، بل هى أربع، فقال له:
وما الرابعة؟ قال: الخضخضة، فقال له ابن غورك: ارفع «زيدا». فقال:
«زيد». قال: انصب «زيدا» قال: «زيدا». قال: اخفض «زيدا».
قال:«زيد». قال: خضخض «زيدا». قال:«ززيد» فضحك وضحكنا، ثم ضحكنا كثيرا، فلم ينهنا عن ذلك.