اشتهر بكنيته، كان نحويّا إماما علّامة، أدرك العلماء، وأخذ عنهم، وتصدّر بالرّى لإفادة هذا الشأن، وقد مرّ ذكره عند اسمه من هذا الكتاب.
وكان قد قدم هراة قبل وفاة شمر بن حمدويه الهروىّ اللّغوىّ- ووفاة شمر كانت في سنة خمس وخمسين ومائتين- فنظر في كتبه ومصنّفاته، وعلّق بردّ عليه، فنمى الخبر إلى شمر، فقال: تسلّح الرازىّ علىّ بكتبى، وكان كما قال.
فإنه أصلح كتبه بكتب شمر بن حمدويه المسموعة.
وكان أبو الهيثم رحمه الله علمه على لسانه، وكان أعذب بيانا، وأفطن للمعنى الخفىّ، وأعلم بالنّحو من شمر. وكان شمر أروى منه للكتاب والشعر والأخبار، وأحفظ للغريب، وأرفق للتصنيف من أبى الهيثم.
وذكر المنذرىّ أنه لازم أبا الهيثم سنين، وعرض عليه الكتب، وكتب عنه من أماليه وفوائده أكثر من مائتى مجلد. وذكر أنه كان بارعا حافظا، صحيح الأدب، عالما ورعا، كثير الصلاة، صاحب سنّة، ولم يكن ضنينا بعلمه وأدبه.
وتوفّى سنة ست ومائتين رحمه الله.
وله من التصنيف: كتاب «الشامل في اللّغة». كتاب «الفاخر في اللّغة».
كتاب «زيادات معانى القرآن للفرّاء». كتاب «المؤلف».