للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصاحب اللحية مستقبح ... يشبه فى طلعته التّيسا

إن هبّت الريح تلاهت بها ... وماست الريح بها ميسا

وكان ذا كبر عظيم، ويظهر مع ذلك زهدا، وولى الوزارة فى قطره، فكان يرمى المسائل النحوية على بوّابه وكتابه، حتى تبرموا منه، واستعفوا من ذلك.

٣٨٨ - عبد الرازق بن علىّ القيروانىّ النحوىّ أبو القاسم [١]

ذكره ابن رشيق فى كتابه «١»، وسماه النحوىّ، وقال: «هو شاعر مشهور، قادر لطلب الطباق والتجنيس طلبا شديدا، بالتصريف وتبديل الحروف، ويستعمل القوافى العويصة».

وقال: «كتب إلىّ لما صنفت هذا الكتاب صحبة نبذ أنفذها إلىّ لأثبتها:

يا مبرزا إبريز خير سبيكة ... ومكلّلا إكليل خير متوّج

ومميزا جنسى مقدّمة النّهى ... إن أشكلا من عاقر أو منتج

ومطرّزا حلل البلاغة معجزا ... كلّ الورى ببلاغة الأنموذج

فكأنه للسمع لفظ أحبّة ... وكأنه للعين روض بنفسج

وكأنه للقلب سحر علاقة ... فى مهجة تخشى الصدود وترتجى

خصّصت أهل الأرض منه بمشرق ... بأقرّ من شمس النهار وأبهج

رتّبت بين ذوى الفصاحة منهم ... وفصلت بين مرتّب ومثبّج «٢»

وكشفت عن شعرى لتلحقه به ... فاستر على خلّ لسترك محوج


[١] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم ١٠٧ - ١٠٨، ومسالك الأبصار ج ١١ مجلد ٢:
٣٦٢ - ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>