شيخ فى اللغة والنحو، طويل الباع فيهما؛ أخذا ورويا عنه. وتصدّر للإفادة ببلرم «١»، وهى مدينة جزيرة صقلّيّة فى الأيام الفرنجية، وأصيب من الفرنج بما قضى بسجنه.
وقال يمدح رجّار «٢» ملك صقلّية، وهو فى حبسه:
طلب السلوّ لو أنّ غير سعاده ... حلّت سويدا قلبه وفؤاده
ورجا زيارة طيفها فى صدّها ... وغرامه يأبى لذيذ رقاده
والله لولا الملك رجّار الذى ... أهدى «٣» لحبّيه عظيم وداده
ما عاف كأس المجد يوم فراقها ... ورأى محيّا المجد فى ميلاده
منها فى المديح:
يهتزّ للجدوى اهتزاز مهنّد ... يهتزّ فى كفّيه يوم جلاده
ويضىء فى الدّيجور ضوء جبينه ... فتخال ضوء الشمس من حسّاده
ومطالع الجوزاء أرض خيامه ... والنجم والقمران من أوتاده
وإذا الأمور تشابهت فلعضبه ... خطّ يبيّض سودها بمداده
يأيّها الملك الذى ثنيت به ... قدما الفظاظة فى صفا أصلاده
ودعته أرواح العدى فرمى بها ... لعبا تلقتها ظبى أغماده
والله يغفر لهذا الشاعر فى مدحه الملك الكافر؛ ولكنه معذور؛ إذ هو مأسور.
[١] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم ١٦٠، وخريدة القصر ١١: ٣٢، والمكتبة الصقلية ٥٨٧ - ٥٨٨، ٦٤٦.