نزيل الرّىّ، قد ورد اسمه في موضع آخر من هذا الكتاب، وكنيته أشهر، فذكرته هنا أيضا، وهو إمام في اللغة، مبرّز في زمانه، صنّف الكتاب «الشامل» فى اللغة، كثّر فيه الألفاظ اللغويّة، وقابل الشواهد، فهو في غاية الإفادة من حيث الكثرة، ملكت منه بعض نسخه من فضل الله، من أصل ثلاثة عشر مجلدا، وقد كان الصّاحب كافى الكفاة، يعزّه ويجلّه، ويعلم مقداره، ويقرّب داره. وله شعر، فمنه ما كتب به إلى الصاحب:
قل للوزير أدام الله نعمته ... مستخدما لمجارى الدّهر والقدر
ازددت عيدا وقد أعطيته ولدا ... فسمّه باسم من في المعراج مفتخرى
لا زال ملكك ممدودا ومنتشرا ... فإنه خير ممدود ومنتشر
فأجابه الصاحب رحمه الله بقوله:
هنّيته ابنا يشيع الأنس في البش ... ر هنّيت مقدم هذا الصارم الذّكر
أخوه كالشمس قد عمّ الضّياء به ... فاجمع بهذين بين الشّمس والقمر
أمّا اسمه فهو منصور وكنيته ... أبو المظفّر بين النّصر والظفر
أنت الحياة لآداب برعت بها ... فلتجر لى مثل مجرى السّمع والبصر
وحضر أبو منصور الجبان في مجلس علاء الدولة بن فخر الدّولة ابن بويه، وفي المجلس أبو علىّ بن سينا الرّئيس. وهو يومئذ وزير لعلاء الدولة، وجرى فصل من اللّغة، تكلّم فيه الرئيس ابن سينا، فقال له أبو منصور: