وكان مولد أبى بكر النحوىّ بواسط فى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ومات ببغداذ ليلة الأحد سادس عشرين شعبان سنة اثنتى عشرة وستمائة، ودفن يوم الأحد بالجانب الشرقىّ بمقبرة الوردية [١].
٧٤٠ - المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب النحوىّ أبو الكرم البغداذى «١»
كان إماما فى اللغة والنحو، وكان له فيهما باع طويل. سافر إلى الحجاز واليمن، وسمع من الأعراب الذين يغلب على ظنّه فصاحتهم. سمع رحمه الله الحديث من القاضى أبى الطيب طاهر بن عبد الله الطبرىّ، وأبى محمد الحسين بن علىّ الجوهرىّ وغيرهما.
سئل عن مولده فقال: ولدت فى سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. روى الناس عنه واستفادوا منه أدبا كثيرا، وتخرج به الجمع الجمّ فى النحو. وصنّف التصانيف الرائقة، وكانت أصوله أصولا حسنة مضبوطة محقّقة، ومآخذه على المصنّفين مآخذ جميلة.
ولما دخل إلى اليمن نقلوا عنه علما كثيرا، وصنف لهم كتبا اختاروها عليه؛ منها:
كتاب شرح مقدّمة أدب الكاتب، وهو شرح كبير، ثم صنّف فى العراق بعد ذلك شرحا مختصرا أحال فيه على الأوّل، وصنف كتاب نحو العرف وأودعه على
[١] قال ياقوت: «الوردية: مقبرة ببغداد بعد باب أبرز من الجانب الشرقى، قريبة من باب الظفرية».