للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الخشاب النحوىّ وسمع منه، وصحب أبا البركات عبد الرحمن بن محمد الأنبارىّ النحوىّ ولازمه، وأخذ جلّ ما كان عنده، وسمع الحديث من أبى زرعة طاهر ابن محمد بن طاهر المقدسىّ الأصل الهمذانىّ المولد والمنشأ. وتفقّه على مذهب أبى حنيفة. ويقال إنه كان قبل ذلك حنبليا، ثم انتقل إلى مذهب الشافعىّ لمّا تولّى تدريس النحو بالمدرسة النظامية فى شرط واقفها أن يكون النحوىّ بها شافعيا.

وقال فيه أبو البركات بن زيد التّكريتىّ [١] المعروف بالمؤيّد الشاعر لمّا انتقل إلى مذهب الشافعىّ:

فمن مبلغ عنّى الوجيه رسالة ... وإن كان لا تجدى إليه الرسائل

تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل ... وذلك لمّا أعوزتك المآكل

وما اخترت رأى الشافعىّ تديّنا ... ولكنّما تهوى الذى منه حاصل

وعمّا قليل أنت لا شكّ صائر ... إلى مالك فافطن لما أنا قائل

والوجيه لقب للمبارك الواسطىّ هذا الذى نحن فى ذكره. وصنّف هذا الوجيه فى النحو وأقرأ، وكان كثير الهذر والتوسّع فى القول، فيه شره نفس، وكثرة دعاوى لعلم ما لا يعلمه ومن شعره:

لست أستقبح اقتضاءك بالوع ... د وإن كنت سيّد الكرماء

فإله السماء قد ضمن الرّز ... ق عليه ويقتضى بالدّعاء

وله من قصيدة:

يمون ولا يمنّ ومن سواه ... يمنّ ولا يمون بلا يمين [٢]


[١] هو أبو البركات محمد بن أحمد بن زيد التكريتى، ذكره أبو شامة فى وفيات سنة ٥٩٩، وقال:
«كان أديبا فاضلا شاعرا».
[٢] ورد فى هامش الأصل (٢: ٢٩٨): ومن شعره:
عذب القلب ثم روّح جسمى ... موهما أنه يريد صلاحى
لو أراد الصلاح روّح روحى ... فبقاء الأجساد بالأرواح
وله: أرفع الصوت إن مررت بدار ... أنت فيها وما إليك سبيل
فأحيى من ليس عندى بأهل ... أن يحيّا لتسمعى ما أقول

<<  <  ج: ص:  >  >>