للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٦٥ - محمد بن عبد الله أبو عبد الله المكفوف الأندلسىّ المعروف بابن الأصفر «١»

مولى قريش، كان مفيدا للقرآن والشعر والنحو. وكان حظّه من علم النحو متوفرا، وكان له فى علم الكلام تقدّم وبصر بمعانى الشعر؛ شعر حبيب وغيره من أشعار المحدثين، وكان له شعر. وهو بذىء اللسان شديد النيل من الأعراض، وكان مقامه بإشبيلية، ثم رحل إلى قرطبة، فسكنها حتى توفى بها.

وله فى جهور [١]:

وإنى امرؤ أستغفر الله كلّما ... هجوت امرأ إلا أبا الحزم جهورا

وكان بالأندلس وزير قد استناب فى ضياعه ثلاثة رجال كواسج عور العيون ولما دخلوا أنكر عليهم بعض أمورهم، وألوى عنهم، فكتب إليه يقول:

لله [أنت] فقد أحسنت ما شينا ... أعطيتنا كرما أقصى أمانينا

وإنهم لمساكين سواسية ... والله أوصاك أن تعطى المساكينا

إن الكواسجة العور العيون أتوا ... وأنت تزورّ عنهم حين يأتونا

أدوا عشورك واستبقوا على وجل ... وليس عندهم شىء يؤدونا [٢]


[١] هو الوزير أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور، ذكره الفتح ابن خاقان فى المطمح ص ١٤، وقال: «هو جهور، أهل بيت وزارة، اشتهروا كاشتهار ابن هبيرة وفزارة، وأبو الحزم أمجدهم فى المكرمات، وأنجدهم فى الملمات»، ولى الوزارة فى أيام الدولة العامرية بالأندلس إلى أن انقرضت، فاعتزل العمل مدة، ثم استمال إليه فريقا من أهل التقوى والوجاهة، ودعاهم إلى مبايعة هشام المعتمد بالله فوافقوه، واستولوا على قرطبة، ثم خلع المعتمد بالله، وانقضت الدولة الأموية بالأندلس، واستقل أبو الحزم بقرطبة إلى أن مات سنة ٤٣٥.
[٢] قال ابن مكتوم: «هو من تلامذة جابر بن غيث اللبلى النحوى؛ ذكرهما أبو بكر أحمد بن محمد ابن موسى الرازى فى كتابه المستقصى فى أخبار الأندلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>