للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(حرف اللام)]

٥٦٨ - الليث بن نصر بن سيّار الخراسانىّ اللغوىّ النحوىّ «١»

صاحب الخليل بن أحمد، أخذ عنه النوعين، وأملى عليه- فيما قيل- ترتيب كتاب العين فى اللغة، وسدّد فيه أماكن، وقال للّيث: اسأل الأعراب وسدّ. ففعل، فجاء فيه خلل؛ لأنه سأل عن لغته أعراب خراسان وقد خالطوا الأعاجم، فجاء فيه خلل هذّبه العلماء بعد ذلك.

وقد روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلىّ المعروف بابن راهويه [١] أنه قال: إن اللّيث كان رجلا صالحا، وإنه أخذ عن الخليل أصول كتاب العين، ومات الخليل قبل إتمامه، فأراد الليث إتمامه وتنفيقه باسم الخليل، فسمّى لسان نفسه الخليل، فإذا قال: أخبرنى الخليل فهو يعنى الخليل بن أحمد، وإذا قال: [قال] الخليل، فهو يعنى لسانه. فجاء فى الكتاب خلل من جهة خليله [٢].


[١] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص ١٤٤.
[٢] وقد روى ياقوت عن ابن المعتز ما يلى:
«كان الخليل منقطعا إلى الليث بن رافع بن نصر بن سيار، وكان الليث من أكتب الناس فى زمانه، بارع الأدب، بصيرا بالشعر والغريب والنحو، وكان كاتبا للبرامكة، وكانوا معجبين به؛ فارتحل إليه الخليل وعاشره، فوجده بحرا، فأغناه، وأحب الخليل أن يهدى إليه هدية تشبهه، فاجتهد الخليل فى تصنيف كتاب العين فصنفه له، وخصه به دون الناس، وحبره وأهداه إليه، فوقع منه موقعا عظيما، وسرّ به، وعوّضه عنه مائة ألف درهم واعتذر إليه، وأقبل الليث ينظر فيه ليلا ونهارا، لا يمل النظر فيه حتى حفظ نصفه- وكانت ابنة عمه تحته- فاشترى الليث جارية نفيسة بمال جليل، فبلغها ذلك، فغارت عليه غيرة شديدة، فقالت: والله لأغيظنه ولا أبقى غاية، ثم قالت: إن غظته فى المال، فذاك ما لا يبالى به، ولكننى أراه مكبا ليله ونهاره على هذا الدفتر، والله لأفجعنه به. فأخذت الكتاب وأضرمت نارا،-

<<  <  ج: ص:  >  >>