ببطاقة، وعنده جماعة من طلّاب الأدب، فلما قرأها مدّ يده إلى القلم فأخذه، وكتب اليه:
«أما بعد فإن طول المناجاة «١» تورث الملال، وقلّة غشيان الناس أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: زر غبّا تزدد حبّا. وللقلوب نبوة، فإن أكرهت لم يكن لما يتولد منها لذة، ولا بدّ من استجمامها إلى غاياتها. أسأل الله أن يجعلها منّا عزمة، ومنك سلوة، والملتقى- إن شاء الله- فى داره وجواره، حيث لا تحاسب ولا تصاحب، والسلام».
١٣ - أحمد بن أسباط النّصيبى النحوىّ [١]
أديب عالم خبير بالعربية، شاعر. لقيه أبو القاسم عبد الصمد بن حنيش «٢» الحمصىّ، «٣» وكتب عنه شعرا هذه الأبيات:
ضحكت سرّ لاعتراض المشيب ... وثنت طرف ناظر مستريب
سرّ، إن تعجبى لشيبى فما االشي ... ب بمستنكر ولا بعجيب
أنا ملقى على طريق الليالى ... بين أحداثها وبين الخطوب
قبّح الله الشيب أىّ جراح ... فى فؤادى منه وأىّ لهيب!
كالنهار المضىء فى العين إلّا ... أنه ليل ظلمة فى القلوب