ساكن الجزيرة الخضراء «١». كان من أهل العلم والعربيّة، ومن ذوى الفصاحة فى شعره ولسانه، ويذهب فى شعره مذاهب العرب، وولى قضاء شذونة «٢» والجزيرة ووليها ابنه عبد الوهاب بن عباس، ثم ابنه محمد بن عبد الوهاب.
قال عبد الرحمن بن عباس بن ناصح: كان أبى لا يقدم من المشرق قادم إلا كشفه عمّن نجم من الشعراء بعد ابن هرمة «٣»؛ حتى أتاه رجل من التجار، فأعلمه بظهور الحسن بن هانئ وارتحاله من البصرة إلى بغداذ، والمحلّ الذى ناله من الأمين وبنى برمك، وأتاه من شعره بقصيدتين؛ إحداهما قوله «٤»:
جريت مع الصّبا طلق الجموح «٥»
والثانية «٦»:
أما ترى الشّمس حلّت الحملا «٧»
فقال: إنّ هذا أشعر الجنّ والإنس؛ لا يحبسنى عنه حابس، وتجهّز نحو المشرق.
قال: فلما دخلت بغداذ سألت عن منزل الحسن بن هانئ، فأرشدت إليه، فإذا
[١] ترجمته فى بغية الوعاة ٢٧٦، وتاريخ علماء الأندلس ١: ٢٤٥، وتلخيص ابن مكتوم ١٧٧، وطبقات الزبيدىّ ١: ٢٤٥، ١٧٧ - ١٧٩ وطبقات ابن قاضى شهبة ٢٠: ١٦ - ١٧ ...