أنت منطيقىّ، ما نعارضك، وكلامك في لغة العرب، ما نرضاه. فسكت أبو علىّ خجلا، وبعد انفصاله من المجلس نظر في اللّغة وتبحّر فيها، وعمل رسائل أودعها نوعا متوفّرّا من اللغة. وسأل علاء الدولة ابن الجبان عما تضمّنه من الغريب، فعلم بعضه وأنكر بعضا [١]، فقال أبو علىّ: الكلمة الفلانية معناها كذا، وهى مذكورة في الكتاب الفلانىّ، وشرح جميعها، وأحال على الأصول، فخجل أبو منصور بن الجبان، وفطن لما فعله ابن سينا، واعتذر إليه اعتذارا طويلا، وشرع في تصنيف كتاب في اللغة، أحسن ترتيبه وتبويبه، واستوفى فيه اللغة غاية إمكانه، وجاء كبيرا، وسمّاه لسان العرب. ومات قبل إخراجه من المسوّدة، فبقى على حاله.
٩٥٣ - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الأزهر الأزهرىّ الهروىّ اللّغوى الشافعى «١»
كنيته أشهر من اسمه، فذكرته في باب الكنى.
إمام عالم باللّغة والعربية، قيّم بالفقه والرّواية، سافر عن هراة في شبيبته إلى أرض العراق، وحجّ فأسرته الأعراب في طريقه- أظن ذلك في وقعة