للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٣ - ثابت بن عبد العزيز الأندلسىّ [١] وولده قاسم

كانا من أهل العلم بالعربية والحفظ للّغة والتفنّن فى ضروب العلم، من علم الدين وغيره. ورحلا إلى المشرق، فلقيا رجال الحديث ورجال اللغة، وجمعا هنالك علما كثيرا. وهما أوّل من أدخل كتاب العين الأندلس.

وألّف قاسم بن ثابت كتابا فى شرح الحديث، سماه كتاب الدلائل «١»، وبلغ فيه الغاية من الإتقان والتجويد حتى حسد عليه. وذكر الطاعنون أنه من تأليف غيره من أهل المشرق. ومات قبل إكماله، فأكمله أبوه ثابت بن عبد العزيز.

وقال أبو علىّ إسماعيل بن القاسم القالىّ- رحمه الله-: لم يؤلّف بالأندلس كتاب أكمل من كتاب ثابت فى شرح الحديث، وقد طالعت كتبا ألّفت فى الأندلس، ورأيت كتاب الخشنىّ فى شرح الحديث وطالعته، فما رأيته صنع شيئا، وكذلك كتاب عبد الملك بن حبيب.

قال أبو بكر الزّبيدىّ: «٢» «ولو قال إسماعيل: إنه لم ير بالمشرق كتابا أكمل من كتاب قاسم فى معناه لما رددت مقالته؛ على أنّ لأبى عبيد فى هذا الفن «٣» فضل السبق إليه».

وكان ثابت وقاسم ولده من أهل الفضل والورع والعبادة. ومن جمعهما كتاب غريب الحديث ممّا لم يذكر أبو عبيد ولا ابن قتيبة.


[١]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم ٤٦، وطبقات الزبيدىّ ١٩٥ - ١٩٦، وطبقات ابن قاضى شهبة ١: ٢٨٦. وفى بغية الوعاة ٢١٠، والديباج المذهب ١٠٢، وتاريخ علماء الأندلس ١: ٨٨ - ٨٩ ترجمة لثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى العوفىّ، ونسبوا إليه أو لابنه قاسم كتاب الدلائل.
وانظر بغية الملتمس للضبىّ ٢٣٨، والفهرست لابن خير ١٩١، وكشف الظنون ٧٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>