للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٠٨ - عمر بن محمد بن عمر أبو حفص الفرغانى [١]]

من فرغانة تركستان ممّا وراء النهر، وإنما [ذكرت] بلده؛ خشية اللبس؛ وذلك [أن] فى قرى أصبهان فرغانة- وربما قيل فرغان- ينسب إليها جماعة من المحدّثين.

وعمر هذا قرأ النحو العربىّ فى بلاد العجم على عدّة مشايخ، وعرف منه طرقا. وقرأ المنطق اليونانى أيضا على الفخر الرازىّ «١» وطبقته، وأجاد النوعين، وشارك فيما سواهما مشاركة بليغ. وهو حسن النّقل فى الألفاظ البليغة، وربما خرج فى المؤاخذة إلى حدّ يرتفع به مجاز الكلام والاتساع فى العبارة والاستعارة.

رماه المقدار إلى مدينة سنجار، ورزق بها على تدريس ما يعلّمه، فتصدّر وأفاد الطلبة بجامعها علم النحو، والفقه على مذهب النعمان بن ثابت، والمنطق. وفيه كبر وعسر فى الإفادة، واطّراح لجانب الجهلة المتكبرين. واتفق أن جرى على رسمه السائر، فى قطع وصل ابن مهاجر. [و] لما استمر الفرغانى هذا على إهمال جانبه، وألقى حبله على غاربه، توسط له فى أمر رزقه بما هو أهله، وحمله على اطّراح علمه جهله، وأشار على صاحب البلد بإبعاده، ورماه عنده بكفره وإلحاده، فتقدم إليه بالرحلة عن سنجار؛ فتركها غير مكترث بها وسار. ولما حصل ببغداذ نال بها المآرب والملاذ، وتصدر للتدريس والإفادة، وبذلت له الحسنى وزيادة.


[١] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم ١٦١، والجواهر المضية ١: ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>