ودخل الدّارونىّ يوما على خليل، وكان يومئذ يجهز بعثا لبعض ملوك الشّيعة، فدخل عليه وهو يكتب أسماءهم، فسأله الدارونىّ إسقاط ثلاثة نفر من أوليائه، فتأبّى عليه خليل، واعتذر له، واحتجّ في المنع، فوجم الدّارونىّ، فلمّا رأى ذلك قال: حجّتى يا تميمىّ صحيحة، فأجابه الدارونىّ، وقال:
اقض حاجاتى ودعنى ... من قوافيك المليحه
انّما يحمد حسن الفع ... ل لا حسن القريحه
فأجابه خليل فقال:
من تعاطاك فقد ع ... رض بالنّفس الفضيحه
أنت أولى رجل جا ... دت له النّفس الشّحيحه
فقضى حاجته، وكان هذا منهما في مجلس على البديهة.
وتوفّى سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
٩٢٤ - أبو عبد الله بن رطويه النحوىّ «١»
هذا نحوىّ لم أعلم له خبرا، إلا أن ابن نصر الكاتب ذكره في كتابه المسمّى ب «المفاوضة»، فقال ما مثاله: كان قد شجربين أبى عبد الله بن رطويه النحوىّ وبين أبى الفتح أحمد بن عيسى الملقب بحمدويه منازعة في شىء من القوافى، وهل يجوز تحريك حرف الدّخيل [١] بغير الحركة التى بدأبها؟ فزعم أبو عبد الله أن ذلك لا يجوز للشاعر، وادّعى ابن حمدويه جوازه، واحتجّ بقول البحترىّ في القصيدة اللّامية التى يقول فيها: