للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملوك يعدّون الرّماح مخاصرا ... إذا زعزعوها والدّروع غلائلا [١].

ثم قال فيها:

وفي يوم منويل وقد لمس الهدى ... بأظفاره أو همّ أن يتناولا [٢].

ويقول الخباز البلدى [٣]:

ذرا شجر للطير فيه تشاجر [٤]

وقال:

قيان وأوراق الغصون ستائر

فقال: أخطأ الشاعران جميعا، وتنابذا وتسابّا، فعمل فيه حمدويه في الحال:

أنت نحوىّ ولكن ... بدّلت خاءك جيما

فى حرمّ الأدب المح ... ض إذا كنت عليما

وأنشده اياهما، ونهض منصرفا، فضحك الجماعة من ذلك؛ فشتمهم ابن رطوية ومضى.

قال ابن نصر الكاتب: حدثنى أبو عبد الله بن رطويه النحوىّ، قال: كنت بالكوفة ملازما للشريف أبى علىّ عمر بن محمد بن عمر، فقدم علينا فتى من أهل الحجاز، أديب ظريف، وقصد الشريف أبا علىّ، وتردّد إليه ونادمه، وكان يقول شعرا مطبوعا، فخاطبته في بابه دفعات، وقلت له: هذا فتى غريب، وقد دخل دارك، وتحرّم بطعامك، فبرّه وتفقّده، فقال: ما مدحنى، فقلت:

ليس الرجل منتدبا لهذا، وإنّما يقول الشعر تأدّبا لا تكسّبا، ولعلك إذا أحببت


[١] ديوانه ١٦٠٦ (المعارف).
[٢] منويل من قوّاد الروم؛ وانظر شرح الديوان.
[٣] فى الأصلين: «العلوى»، وما أثبته من اليتيمة، واسمه محمد بن أحمد بن حمدان، منسوب إلى «بلد» من بلاد الجزيرة، قال في حقه صاحب اليتيمة: «ومن عجيب شأنه أنه كان أميا، وشعره كله ملح وطرف» وترجم له، وذكر بعض شعره في ٢: ١٨٩ - ١٩٣.
[٤] ورد البيتان محرّفين في الأصلين، وأثبت الصواب من اليتيمة ٢: ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>