للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ناحية الكرخ [١]، وكان يؤدّب بنيسابور، ويختلف إلى أبى بكر الخوارزمىّ، ثم ارتحل إلى مدينة السلام، قال: فرأيت كتابا بخطّ يده، وقد كتب فيه إلى بعض أصدقائه: أذكر في إثنائه أنّه ليس اليوم بخراسان من يقوم بكتاب اختيار [٢] فصيح الكلام لثعلب، وألفاظ الكتبة لعبد الرحمن بن عيسى- قال الحاكم أبو سعد ابن دوست: وكان الخوارزمى يومئذ حيّا يرزق، والألسنة بفضله تنطق- وهذان الكتابان من زغب فراخ الكتب، فأنكر معرفة أهل خراسان بهما، فما ظنّك بالقشاعم اللّقمانية من أمهاتها [٣]! قلت: ورأيت له خطّا قريبا في الجودة، غاية في الصّحّة، واسمه بين العلماء إلى زمننا هذا رفيع، وصنعه في الضبط والإتقان صنيع [٤]، ولقد رأيت بخطه نسخة من كتاب سيبويه من ملكها من العلماء ضاهى بملكها ملك آل بويه، وخطّه مما تقع المنافسة فيه، ومتى فات عالما تحصيله لم يقم عنده شىء مقامه في تلافيه، وقد مرّ ذكره في هذا الكتاب، وإنما ذكرته هاهنا لاشتهار، بالكنية.

وله شعر متوسّط، منه ما قاله يهجو شيخه أبا الحسن الأهوازىّ:

يا عجبا لشيخنا بالأهواز ... يزهى علينا وهو في هوّاز [٥].

وله أيضا:

كأنما الأغصان لمّا علا ... فروعها قطر الندى تترى [٦].

ولاحت الشمس عليها ضحى ... زبرجد قد أتمر الدّرّا


[١] يطلق الكرخ على عدة مواضع تضاف إلى مختلف البلدان مثل كرخ البصرة وكرخ بغداد وكرخ سامرا؛ وغير ذلك مما ذكره ياقوت. وفي الدمية: الرخح: كورة أو مدينة ناحية الموصل.
[٢] فى الدمية: «أخبار» تحريف.
[٣] نقله من دمية القصر ٣٠٤، ٣٠٥.
[٤] الصنيع: الثوب النقى الجيد، والكلام على الاستعارة.
[٥] دمية القصر ٣٠٣.
[٦] الدمية: «ثرا».

<<  <  ج: ص:  >  >>