قوله:«أعمر الدرا» لا يستقيم في النّحو، لا يقال: أثمرت النخلة الثّمر، وإنما يقال:«ثمرت ثمرا» بغير ألف ولام، يعنى أثمرت بالثمر [١].
وكتب من بغداد إلى أبى نصر الحداد بنيسابور:
ربّ غلام صار في ... بغداد إحدى الفتن
رقعت خرق ظهره ... برقعة من بدنى
واسم أبى الفتح بن أشرس محمد بن محمد بن أحمد بن أشرس.
وصنّف في النّحو كتابا متوسّطا في مقداره سمّاه، كتاب «التنبيه»، وهو كتاب حسن في نوعه، رأيت منه نسخة بخطّ السّمسمىّ اللغوىّ- وملكتها ولله المنّة- وعليها بخط ابن فاخر النّحوىّ البغدادى ما صورته: قرأت كتاب التنبيه في النّحو لأبى الفتح النيسابورى، قراءة تفهم وتفقّه، من أصل السمسمىّ وبخطّه، على شيخىّ أبوى القاسم عبيد الله وعبد الواحد، ابنى العلمين: الرّقى وابن برهان الأسدى رحمهما الله في سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وقالا لى:
قرأناه من أوّله إلى آخره، على مصنّفه أبى الفتح محمد بن محمد بن أحمد بن أشرس النيسابورىّ، رحمه الله في سنة أربعمائة. وقال لنا: صنّفت هذا الكتاب لابن الأجّل أبى الخطاب صاحب بهاء الدولة، وأنفذته إليه، فوقف أباه عليه، فحمل إلىّ ما قدره خمسمائة دينارا من عين وورق وثوب وطيب، ثم شرع في قراءته علىّ فلقّنته سطرا منه، فعرضه على أبيه، فحمل إلىّ مثل ما حمل إلىّ عند إنفاذى، وأتى إليه. فكمّل العطيّة ألفا. قالا: وعاتبه بعض من يقع عتبه موقعا في موارده شيخه أبو الفتح عثمان بن جنّى في التّسمية بالتنبيه، فاعتذر عن ذلك بأن قال: والله