للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها أشعارها، وذكر الغريب والإعراب فى بعض أماكنها، فصار بهذا من جملة أئمّة النوعين المذكورين.

حدّث عن أبى داود السّجستانىّ وأبوى العباس ثعلب والمبرّد، وأبى العيناء محمد بن القاسم، وأبى العباس الكديمىّ، وأبى عبد الله محمد بن زكريا الغلابىّ، وأبى رويق عبد الرحمن بن خلف الضبىّ، وإبراهيم بن فهد الساجىّ، وعباس بن الفضل الأسقاطىّ، وأحمد بن عبد الرحمن النحوىّ، ومعاذ بن المثنّى العنبرىّ، وغيرهم.

وكان واسع الرواية، حسن الحفظ والأدب، حاذقا. صنّف الكتب، ووضع الأشياء منها مواضعها، ونادم عدّة من الخلفاء، وصنّف أخبارهم وسيرهم وجمع أشعارهم، ودوّن أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء والوزراء والكتّاب والرؤساء. وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول. وله أبوّة حسنة؛ كان جدّه صول، وأهله ملوك جرجان، ثم رأس أولاده بعده فى الكتابة، وتقلّد لأعمال السلطانية.

ولأبى بكر هذا شعر كثير فى المديح والغزل وغير ذلك؛ روى عنه أبو عمر بن حيّويه، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدار قطنىّ، وأبو عبيد الله المرزبانىّ، وأبو الحسن بن الجندىّ، وأبو أحمد بن الدهان، وعالم كثير.

قال أبو بكر محمد بن يحيى الصّولىّ: كنت أقرأ على أبى خليفة فى منزله- لهاشمييّ البصرة خصوصا- كتاب طبقات الشعراء وغيره. فواعدنا يوما و [قال]: لا تخلفونى فإنى أتخذ لكم خبيصة [١] كافية. فتأخرت لشغل عرض لى، ثم جئت والهاشميون عنده، فلم يعرفنى الغلام وحجبنى، فكتبت إليه:

أبا خليفة تجفو من له أدب ... وتؤثر الغرّ من أبناء عباس


[١] الخبيصة: طعام يعمل من التمر والسمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>