كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة

(حرف الألف) - ٢٩ - أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء المعرى [١] - ج: 1 - ص: 113

ومهما كان من دنياك أمر ... فما يخليك من قمر وشمس

لحاها الله دارا لا تدارى ... بمثل المين فى لجج وقمس «١»

وأوّلها بآخرها شبيه «٢» ... ونصبح فى عجائبها ونمسى

قدوم أصاغر ورحيل شيب ... وهجرة منزل وحلول رمس

إذا قلت المحال رفعت صوتى ... وإن قلت اليقين أطلت همسى

ومنه «٣»:

ما بال ذا الحيوان يؤكل لحمه ... ويقدّ جلدته ويهشم عظمه

إن كان ذا أكل فأكلك أكله ... أو كان ذا شرب فشربك شربه

قل للمريق نجيعه من نحره ... ما شأنه ما ذنبه ما جرمه

الله يقتصّ الجرائم كلّها ... ويعيدها فى نحر من ذا دأبه

ومنه «٤»:

قلتم لنا خالق قديم ... صدقتم هكذا نقول «٥»

زعمتموه بلا زمان ... ولا مكان ألا فقولوا

هذا كلام له خبىء ... معناه ليست لكم «٦» عقول

ومنه «٧»:

دين وكفر وأنباء تقال «٨» وفر ... قان ينصّ وتوراة وإنجيل

فى كل جيل أباطيل يدان بها ... فهل تفرّد يوما بالهدى جيل