للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأمرك ألّا تدخل إليه رقعة؟ قال: لا، فدعا بدواة كانت مع غلامه وقرطاس، وكتب إليه:

هديّتى التحيّة للإمام ... إمام العدل والملك الهمام

لأنّى لو بذلت له حياتى ... وما أحوى لقلّا للإمام

أراك من الدواء الله نفعا ... وعافية تكون إلى تمام

وأعقبك السلامة منه ربّ ... يريك سلامة فى كلّ عام

أتأذن فى الدخول بلا كلام ... سوى تقبيل كفّك والسّلام

فأدخل الرّقعة وخرج مسرعا. فأذن له ودخل مسرعا، فسلّم وخرج وأتبعه بألف دينار.

ومن شعر محمد بن أبى محمد اليزيدىّ قوله:

الهوى أمر عجيب شأنه ... تارة يأس وأحيانا رجا

ليس فيمن مات منه عجب ... إنما يعجب ممّن قد نجا

وقاله أيضا:

كيف يطيق النّاس وصف الهوى ... وهو جليل ما له قدر

بل كيف يصفو لحليف الهوى ... عيش وفيه البين والهجر

خرج محمد بن أبى محمد اليزيدىّ فى صحبة المعتصم [١] إلى مصر؛ فمات بها- رحمه الله-.

وكان لأبى محمد اليزيدىّ والده خمسة [٢] أولاد، كلهم عالم شاعر كثير الرواية متسع


[١] هو أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد، المعروف بالمعتصم، ثامن الخلفاء العباسيين. بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه المأمون سنة ٢١٠، وتوفى سنة ٢٢٧. الفخرى ص ٢٠٣.
[٢] الذى ذكره ابن النديم أنهم ستة، هم: محمد وإبراهيم وإسماعيل وعبد الله ويعقوب وإسحاق.
وانظر الفهرست والأنساب.

<<  <  ج: ص:  >  >>